التحدي بالقرآن-ليس بكلام بشر {فوضى الفتاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
التحدي بالقرآن- ليس بكلام بشر
فوضى الفتاوى
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
زادت وتيرة الفتاوى مع اختلافها في قضية واحدة في كل مكان تقريبا وفى القنوات الفضائية وبين المؤسسات الدينية فى البلد الواحد والتي حولوا الدين من علاقة بين الإنسان وربه إلى إنسان قاصر ولابد له من ولى من قبل هؤلاء (مشايخ الفتاوى ) ونصبوا أنفسهم أوصياء على المسلمين وجعلوا من أنفسهم وكلاء لله يحرمون ويحللون نيابة عن الله عز وجل ورسوله فيما سكت عنه الله كما جاء في قول الله عز وجل (تلك حدود اللّه فلا تَعْتَدُوها ) هذا وقد جاء فى: .
حديث الرسول عليه الصلاة والسلام .{ وقال ( ص ) إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ( رواه الدارقطني وحسنه النووي ).
وليتهم اتفقوا على فتوى واحدة فى أمر واحد من الأمور التي دسوا انفهم فى تحريمها أو تحليلها كل حسب رؤيته حتى جعل المسلمين متفرقين وأصبحوا شيعا يقتلون بعضهم بعض بسبب تعصب كل فريق إلى صاحب التوكيل عنه من الله تعالى (استغفر الله) وفى القريب قامت معركة بين أصحاب المذهب المالكي ومذهب الأباضية في الجزائر مما اضطر الدولة أن تنزل بقوات كبيرة من الأمن للفصل بين المسلمين!!!!.
وكان فى القاهرة مسجد لكل مذهب من المذاهب المعروفة والويل كل الويل لو وقع شخص ينتمي إلى مذهب معين ووقع خطأ فى مسجد غير مذهبه واكتشف أمره قد لا يخرج سليما من المسجد .
نعم المسلمين الذين أمرهم الله أن يكونوا امة واحدة ويعتصمون بحبل الله ولا يتفرقو।. تفرقوا .
وكيف يكون التمسك والاعتصام بحبل الله وهم تائهون بين الفتاوى؟
التي تحرم وتحلل من طرفين من مشايخ الفتاوي فى نفس الوقت فى مسألة واحدة فى الدين ويتعصب كل فريق إلى فتوى معينة دون الفتوى الأخرى والتي تخالفها فى الرأي وقسمت المسلمين إلى فرق وكان سند هؤلاء وهؤلاء هي رواية جاءت فى كتاب البداية والنهاية للإمام ابن كثير عن:
قال الإمام احمد ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي عون عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة عن ناس من أصحاب معاذ من اهل حمص عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الى اليمن قال كيف تصنع إن عرض لك قضاء قال أقضي بما في كتاب الله قال فان لم يكن في كتاب الله قال فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان لم يكن في سنة رسول الله قال اجتهد وإني لا آلو قال فضرب رسول الله صدري ثم قال :
الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله وقد رواه احمد عن وكيع عن عفان عن شعبة بإسناده ولفظه وأخرجه أبو داود والترمذي من حديث شعبة به وقال الترمذي لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده عندي بمتصل وقد رواه ابن ماجه من وجه آخر عنه إلا أنه من طريق محمد بن سعد بن حسان وهو المصلوب أحد الكذابين .هذه الرواية التى استند عليها اصحاب الفتاوى.
ولكن جاء فى نفس الكتاب لنفس المؤلف[ابن كثير].:
قال البخاري باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع حدثنا موسى ثنا أبو عوانة ثنا عبد الملك عن أبي بردة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قال وبعث كل واحد منهما على مخلاف قال واليمن مخلافان ثم قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وفي رواية وتطاوعا ولا تختلفا وانطلق كل واحد منهما إلى عمله قال وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلم عليه فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى.
نلاحظ آن في هذه الرواية لم يذكر فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به الإمام احمد في النص السابق .
وكان لابد لنا ألا نغفل الآتي:
ان الدين لم يكتمل إلا يوم أن قال الله تعالى إلى رسوله الكريم في سورة المائدة 3 (ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً) وجميعنا يعلم ان هذه الآية نزلت على رسول الله في حجة الوداع إذن المرجعية التي كان المفروض أن يجتهد بناءا عليها رسول رسول الله لم تكتمل بعد .
فكيف يكون الرسول الكريم أطلق يدي معاذ في أن يحلل ويحرم فى مسألة لم يكن لها سند من الكتاب والسنة دون غيره من الصحابة ولم يكن الدين قد اكتمل بعد.؟
وكيف لو أن معاذ اجتهد وأحل شيا حرمه الله أو رسوله بعد ذلك وكان معاذ في منطقة بعيدة عن مكان الدعوة ولو عمل أهل البلد بما اجتهد فيه رسول رسول الله فعلى من يكون ذنب هؤلاء؟.
ولماذا خص معاذ بن جبل بهذه الخصوصية دون غيره من رسل رسول الله إلى القبائل والبلاد الأخرى التي كانت في الجزيرة العربية ونعلم ان الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل رسلا كثيرا من أصحابه {صلى الله عليه وسلمْ} إلى خارج المدينة ليدعوا القبائل إلى الدين الجديد.
وفى رواية التي جاء بها البخاري هو أن معاذ لم يكن وحده بل كان معه أبى موسى ولم يقل له الرسول ما جاء في الرواية السابقة أو ينبهه إلى إتباع ما قاله لمعاذ.
كذلك لم نعلم ان اي من الخلفاء الذين كانت الفتوحات فى عهدهم ومن بعدهم من امراء المسلمين ان امروا قواد جيوشهم ومن هم كان على عاتقهم تعليم الدين ان يعلموا الناس الدين مااحله الله تعالى ورسوله ولم يذيدوا اى لم يطلب منهم الاجتهاد فيما لم يحرمه الله ورسوله , اى لم يأمرهم بالاجتهاد فى ما لم يحرمه الله ورسوله.
و لنرى ماذا جاء فى القرآن الكريم وماذا فسروه أأمة التفاسير القديم والحديث منها فى أمهات الكتب فى تفسير بعض الآيات التي سوف أوردها ؟
يقول الله تعالى فى الآية 3 من سورة المائدة .بسم الله الرحمن الرحيم :(ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً)
جاء فى تفسير الطبري رحمه الله تعالى :
(القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { الـيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.
اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك، فقال بعضهم: يعنـي جلّ ثناؤه بقوله: { الـيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }: الـيوم أكملت لكم أيها الـمؤمنون فرائضي علـيكم وحدودي، وأمري إياكم ونهيـي، وحلالـي وحرامي، وتنزيـلـي من ذلك ما أنزلت منه فـي كتابـي، وتبـيانـي ما بـينت لكم منه بوحيـي علـى لسان رسولـي، والأدلة التـي نصبتها لكم علـى جميع ما بكم الـحاجة إلـيه من أمر دينكم، فأتـمـمت لكم جميع ذلك، فلا زيادة فـيه بعد هذا الـيوم).
وجاء فى تفسير القرآن لابن كثير:
(وقوله: { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلاَمَ دِيناً } هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق، لا كذب فيه ولا خلف؛ كما قال تعالى:{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } [الأنعام: 115] أي: صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم الدين، تمت عليهم النعمة، ولهذا قال تعالى: { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلاَمَ دِيناً } أي: فارضوه أنتم لأنفسكم؛ فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه، وبعث به أفضل الرسل الكرام، وأنزل به أشرف كتبه.)وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } وهو الإسلام، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبداً، وقد أتمه الله، فلا ينقصه أبداً، وقد رضيه الله، فلا يسخطه أبداً.
وجاء فى تفسير الشيخ الشعراوى رحمه الله في خواطره فى شرحه لهذه الآية :
(لقد رضي الحق سبحانه الإسلام ديناً للمسلمين. ومادام رضي سبحانه الإسلام منهجاً، فإياكم أن يرتفع رأس ليقول: لنستدرك على الله؛ لأن الله قال: " أكملت " فلا نقص. وقال: " أتممت " فلا زيادة. وعندما يأتي من يقول: إن التشريع الإسلامي لا يناسب العصر. نرد: إن الإسلام يناسب كل عصر، وإياك أن تستدرك على الله؛ لأنك بمثل هذا القول تريد أن تقول: إن الله قد غفل عن كذا وأريد أن أصوب لله، وسبحانه قال: " أكملت " فلا تزيد، وقال: " أتممت " فلا استدراك، وقال: " ورضيت " فمن خالف ذلك فقد غَلَّب رضاه على رضا ربه.) ومضى فضيلته يقول:
ويكون ما يحرمه احد مالم ينزل به الله تعالي سلطانا يكون قد استدرك على الله ويكون نازع الله فى شان من شأنه هو التحليل والتحريم جاء في سورة آل عمران 103{ وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
وجاء أيضا فى خواطره رحمه الله فى سورة الروم 32 ( مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )
هذه الآية تشرح الآية التي سبقت خواطرنا عنها، وهي قوله الحق:
{وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام: 153] واستطرد فضيلته:
(والذين فرقوا دينهم نسوا أن الدين إنما جاء ليجمع لا ليفرق، والدين جاء ليوحد مصدر الأمر والنهي في الأفعال الأساسية فلا يحدث بيننا وبين بعضنا أي خلاف، بل الخلاف يكون في المباحات فقط؛ إن فعلتها فأهلاً وسهلاً، وإن لم تفعلها فأهلاً وسهلاً، ومالم يرد فيه أفعل ولا تفعل؛ فهو مباح. إذن الذين يفرقون في الدين إنما يناقضون منهج السماء الذي جاء ليجمع الناس على شيء واحد؛ لتتساند حركات الحياة في الناس ولا تتعاند، وإذا كان لك هوى، وهذا له هوى، وذلك له هوى فسوف تتعاند الطاقات، والمطلوب والمفروض أن الطاقات تتساند وتتعاضد.
وجاء في خواطره أيضا (كيف نتمسك بحبل الله ولا نتفرق الا بالتمسك بما حرمه الله تعالى فى كتابه دون تزيد.؟
إذا كان لنا أن نتمسك بحبل الله ولا نتفرق فلا يكون إلا أذا تمسكنا فقط بما حرمه الله تعالى دون زيادة ولا نقص فما استجد من امور الدنيا لم تكن غائبة عن الله لينزل فيها حكما ولكن تركها لتكون لنا فيها منفعة ولا نكون شواذ بين المجتمعات وعن الناس .) ...انتهى
الشيخ الشعراوى يؤكد انه لاتحريم الا ما حرمه الله ورسوله الكريم ولا اجتهاد مع نص ويكون غير ذلك مباح للمسلمين مادام لم يحرمه الله او رسوله حتى لا نكون شواذ بين المجتمعات.
وان كان فضيلته ادار ظهره لما قال به فى تفسيره وحرم على المسلمين التبرع با الاعضاء بدعوى ان الجسد امانه ليست مم حقك ان تتبرع منها ورغم ان الجسد ليس امانه .
وجاء فى تفسير الجلالين
إ(ِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَـٰعٌ فِى ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ}
في تفاسير الجلالين اعتبر من يحلل ويحرم أنهم مثل المشركين ويتشبهون بهم)......
وجاء فى لسان العرب للعلامة ابن المنظور رحمه الله:
(وروى الأَزهري بسنده قال: سأَل رجل النبي، صلى الله عليه وسلم: ما الإِثْمُ؟ فقال: ما حَكَّ في صدرك فدَعْه، قال: ما الإِيمان؟ قال: إِذا ساءتْك سيئتُك وسرتْك حَسنتك فأَنت مؤمن؛ قال الأَزهري: قوله، صلى الله عليه وسلم: ما حَكَّ في صدرك أَي شككت فيه أَنه حلال أَو حرام فالاحتياط أَن تتركه. أَبو عمرو: الحِكّة الشك في الدين وغيره.).
نلاحظ ان الرسول الكريم لم يقل للسائل اسأل فيه فقيه أو مفتى ولكن هذا شئ يكون بينه وبين ربه سبحانه وتعالى فما دام هذا الأمر لم يكون فيه حكم من الله ورسوله فهو له حلال وان ظن غير ذلك يكون عليه ظنه وسيحاسبه الله لأنه ظن في هذا الأمر انه حرام وفعله.
وجاء في كتاب جامع الأحكام للإمام القرطبي (في: الآيتان: 101 - 102 {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم، قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين}
قوله تعالى: "عفا الله عنها والله غفور حليم" أي عن المسألة التي سلفت منهم. وقيل: عن الأشياء التي سألوا عنها من أمور الجاهلية وما جرى مجراها. وقيل: العفو بمعنى الترك؛ أي تركها ولم يعرف بها في حلال ولا حرام فهو معفو عنها فلا تبحثوا عنه فلعله إن ظهر لكم حكمه من ساءكم. وكان عبيد بن عمير يقول: إن الله أحل وحرم، فما أحل فاستحلوه، وما حرم فاجتنبوه، وترك بين ذلك أشياء لم يحلها ولم يحرمها، فذلك عفو من الله، ثم يتلو هذه الآية. وخرج الدارقطني عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحرم حرمات فلا تنتهكوها وحدد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها] والكلام على هذا التقدير فيه تقديم وتأخير؛ أي لا تسألوا عن أشياء عفا الله عنها إن تبد لكم تسؤكم، أي أمسك عن ذكرها فلم يوجب فيها حكما).
وجاء فى تفسير الطبرى:
0 " إن الله تعالـى فرض فرائض فلا تضيعوها، ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وحدّ حدوداً فلا تعتدوها، وعفـا عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها ". حدثنا هناد، قال: ثنا ابن أبـي زائدة، قال: أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، قال: كان عبـيد بن عمير يقول: إن الله تعالـى أحلّ وحرّم، فما أحلّ فـاستـحلوه وما حرّم فـاجتنبوه، وترك من ذلك أشياء لـم يحلها ولـم يحرّمها فذلك عفو من الله عفـاه ثم يتلو: { يا أيُّها الَّذِين آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }.
وقال الشيخ الشعراوى:
وجاء فى خواطر الشيخ الشعراوى رحمه الله تعالى:
(عن { تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ }: تُظهِره على أوضح وجوهه، فليس كلامهم كذباً فقط، بل يصفه، فمَنْ لا يعرف الكذب فليعرفه من كلام هؤلاء.
والمراد بالكذب هنا قولهم:{ هَـٰذَا حَلاَلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ.. } [النحل: 116].فهذا كذب وافتراء على الله سبحانه؛ لأنه وحده صاحب التحليل والتحريم، فإياك أنْ تُحلِّل شيئاً من عند نفسك، أو تُحرِّم شيئاً حَسْب هواك؛ لأن هذا افتراءٌ على الله: { لِّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ... } [النحل: 116].وقوله تعالى:{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } [النحل: 116]. فإن انطلى كذبهم على بعض الناس، فأخذوا من ورائه منفعة عاجلة، فعمَّا قليل سيُفتضح أمرهم، وينكشف كذبهم، وتنقطع مصالحهم بين الخلق.)
هنا نجد ان الشيخ الشعراوى نهى على أن نحرم ونحلل من أنفسنا لأن الله وحده الذي يحلل ويحرم.
وجاء فى تفسير أيسر التفاسير للعلامة أبو بكر الجزائري-رحمه الله تعالي المتوفى 1921م وهو من أهل السنة السلفية:
وقوله: { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب } أي ينهاهم عن التحريم والتحليل من تلقاء أنفسهم بأن يصفوا الشيء بأنه حلال أو حرام لمجرد قولهم بألسنتهم الكذب: هذا حلال وهذا حرام كما يفعل المشركون فحللوا وحرموا بدون وحي إلهي ولا شرع سماوي. ليؤول قولهم وصنيعهم ذلك الى الافتراء على الله والكذب عليه. مع أن الكاذب على الله لا يفلح أبدا لقوله { إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل } وإن تمتعوا قليلاً في الدنيا بمال أو ولد أو عزة وسلطان فإن ذلك متاع قليل جداً ولا يعتبر صاحبه مفلحاً ولا فائزاً. فإن وراء ذلك العذاب الآخروي الأليم الدائم الذي لا ينقطع}.
وجاء فى كتاب فتح القدير للشوكاني المتوفى فى 1250هجرية:
(وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ } الآية، قال: في البحيرة والسائبة. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نضرة قال: قرأت هذه الآية في سورة النحل { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ } إلى آخر الآية، فلم أزل أخاف الفتيا إلى يومي هذا. قلت: صدق رحمه الله، فإن هذه الآية تتناول بعموم لفظها فتياً من أفتى بخلاف ما في كتاب الله أو في سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما يقع كثيراً من المؤثرين للرأي المقدّمين له على الرواية، أو الجاهلين لعلم الكتاب والسنّة كالمقلدة، وإنهم لحقيقون بأن يحال بينهم وبين فتاويهم ويمنعوا من جهالاتهم، فإنهم أفتوا بغير علم من الله ولا هدى ولا كتاب منير، فضلوا وأضلوا، فهم ومن يستفتيهم).
يقول الله تعالى {{فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}.آل عمران 159
جاء فى السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، الإصدار 1.02 للإمام ابن تيمية
(لا غنى لولي الأمر عن المشاورة، فإن الله تعالى أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}. وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: {لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم}. وقد قيل: إن الله أمر بها نبيه لتأليف قلوب أصحابه، وليقتدي به من بعده، وليستخرج منهم الرأي فيما لم ينزل فيه وحي، من أمر الحروب، والأمور الجزئية وغير ذلك، فغيره صلى الله عليه وسلم أولى بالمشورة. وقد أثنى الله على المؤمنين بذلك في قوله: {وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} وإذا استشارهم، فإن بين له بعضهم ما يجب اتباعه من كتاب أو سنة رسوله أو إجماع المسلمين فعليه إتباع ذلك ولا طاعة في خلاف ذلك، وإن كان عظيما في الدين والدنيا. قال الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وإن كان أمرا قد تنازع فيه المسلمون، فينبغي أن يستخرج من كل منهم رأيه، ووجه رأيه فأي الآراء كان أشبه بكتاب الله وسنة رسوله عمل به، كما قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}.1 - حديث "قيل له كيف نفعل إذا جاء أمر لم نجده في كتاب الله ولا سنة رسوله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: سلوا الصالحين واجعلوه شورى بينه )
هذا ما يخص الحروب وخططها او اى شئ يخص امة المسلمين جميعها ويكون لدفع الضرر عنهم أما الشئ الذي يخص الفرد فان لم يحرمه الله ورسوله أو ولى الأمر فهو مباح لك أن تفعله او لا تفعله كما جاء به تفسير المفسرين فى بعض الآيات التى ذكروا ان الله نهى ان يفتى فى ما سكت عنه الله ورسوله(ص) لأنه مباح للمسلمين حتى لا يكونوا شواذ بين الناس كما جاء فى خواطر الشيخ الشعراوى .
وننتهى الى:
الله حرم أشياء واحل أشياء فما حرمه لا تزيد فيه وما سكت عنه فهو مباح للمسلمين حتى لا يكون على المسلمين حرج بين الامم لأن ما حرمه الله تعالى ليس فيه اى حرج بل ينفع لكل الأمم ومهما كان إيمانهم فمثلا:
الله حرم القتل إلا بالحق مثل القصاص أو قاطع طريق أو فى قتال .
الله حرم عقوق الوالدين وهذا يرضى جميع الناس على اختلاف دينهم وكذلك حرم التجسس والغيبة والنميمة وحرم السرقة وحرم رسول الله التبول فى مجارى المياه وحرم كذلك التسكع فى الشوارع وحرم الرسول أذى الجار وحرم آكل مال اليتيم والحفاظ على الأمانات وردها إلى أهلها وقت طلبها وحرم الزنى وكثير مما حرمه الله حتى أن الله تعالي أمر المسلمين ان يجير الكافر اذا استجار به كما جاء فى :.
التوبة 6 (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)
فما حرمه الله ليس فيه اى حرج بل هو خير لكل الناس ولا يرفضوه .
كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز:
الأعراف 2 ( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ )
الحج 78 (وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ ) ..... الآية.
ويكون ما شرعه الله لنا لا حرج فيه بل فيه الخير لنا ولكل الناس ولا حرج فيه لأي من المسلمين بين غير المسلمين .
مما يكون الحرج والتقول على الإسلام؟.
يكون ذلك من فتوى أصحاب الفتاوى الذين نصبوا أنفسهم وحدهم فى الوكالة عن الله ورسوله -- رغم تحذيرهم من الله ورسوله -- فى ان يحرموا مالم ينزل الله به سلطانا وتركه للمسلمين ليستفيدوا منه ولا يكونوا شواذ بين الأمم فى دين الله تعالى .
فمن حرم التبرع بالأعضاء لغيره أو حتى البيع للمضطر الذى أباح له الله تعالى ما حرمه عليه ويكون هذا شأن بين الله وعبده فا ن رآه حلال فهو حلال وان رآه حرام يكون حرام لان الله لم يجعل بينه وبين عبده اى وكيل أ و وسيط بعد انتقال رسوله العظيم الى الرفيق الأعلى بمعنى انه ليس من اختصاص دار الفتوى أو أصحاب الفتوى فى تحريم ما سكت عنه الله تعالى ورسوله .
أليس لنا فى رسول الله وأصحابه من بعده أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ؟
هذا أبو بكر الصديق يعلن يوم أن تولى الخلافة بعد رسول الله [ص] انه متبع وليس مبتدع .
الم يدرى أصحاب الفتوى أن جعلوا الدين شيعا وفرق مختلفة لأنهم لم يتفقوا حتى على فتوى واحدة فى أمر واحد فيما سكت عنه الله ورسوله رحمة بالمسلمين ليجتمع عليه المسلمين ولا يتفرقوا ؟.
أصبح المسلمون يدعون الى مذاهبهم ونسوا أنهم مسلمين ولم يعد هناك مسلم إلا تحت عنوان فمثلا هذا اخوانى وهذا جهادي وهذا يتبع المذهب الشيعي وحتى هذا المذهب لم يسلم من الفرقة وهذا سني وكذلك لم يسلم أصحابه من الفرقة لاختلاف أصحاب المذاهب وهكذا .
من المسؤل فى جعل المسلمين فرقا وشيعا ونسوا أنهم مسلمين والمفروض أنهم لا يتبعون إلا ماجاء به كتاب الله وسنة رسوله ؟.
من المسؤل عن التطرف وقتل المسلمين بعضهم بعض ؟,.
من المسؤل عن تكفير المسلمين بعضهم بعضا..؟
.أليس أصحاب الفتاوى والمجتهدين؟ ,حتى انهم نسخوا أحكام الله بأخرى ونسخوا أحكاما جاءت فى كتاب الله بحديث روى عن الرسول ونسوا أن الرسول كان أكثر الناس تمسكا بكتاب الله وما جاء به وكان قرآنا يمشى على الأرض وفتحوا بابا دخل منه الشيطان ليفرق ألمسلمين .
جاء فى أبجد العلوم، الإصدار 2.03 للقنوجي ( في: المنظر الثاني: في أن حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم).
قال - صلى الله عليه وسلم -: (تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنتي).
لم يقل الرسول [ص] كتاب الله وسنتي وأصحاب الفتوى من بعدي من المسلمين.
جاء فى لبداية والنهاية ، الإصدار 1.01 للإمام ابن كثير في: فصل ( صلاته صلى الله عليه وسلم بالأبطح الصبح وهو يوم التروية)
(وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد إنك قد بلغت وأديت ونصحت)....
وكتاب الله يأمرنا ان نطيع الرسول إذن طاعة الله ورسوله وولي الأمر هي الواجبة ولا زيادة .
وماذا يكون دور أصحاب العلم ؟.
يكون دورهم ان يوضحوا للمسلمين ما حرمه الله تعالى ورسوله فقط دون زيادة منهم فى ما استجد من العلوم وأصبحت امرأ واقعا وينتفع به الناس جميعا حتى لا يكونوا شواذ بين الناس كما قال فضيلة الشيخ الشعراوى ويقعوا فى حرج فيما بينهم او بين الأمم ويحرم المسلم فقط من الاستفادة من التقدم العلمي والذي شاء الله به وذلك لتحريم أصحاب الفتوى بعضا منها رغم أن الله سكت عنها غير ناس كما اخبرنا به رسوله العظيم[ص] ليستفيد منها المسلمين مثلهم مثل باقي الأمم.
فى المسائل التي لابد أن يكون فيها اجتهاد والتي حرمها الله ورسوله على المسلمين مثل الخمر وأنواعها التي ابتكرت حديثا مثل الحشيش والافيون والمرجوانا والماكس فورت والبانجو ولما قد يستجد من هذه المغيبات للعقل حسمها رسول الله [ص] فى الحديث وقال ما كان كثيره يسكر فقليله حرام كما جاء فى كتاب:
(محمد صلى اللّه عليه وسلم، الإصدار 1.01 لمحمد رضا( فى مكتبة الجامعة العربية). او كما قال (". ونهى رسول اللّه عن كل مسكر ومفتر")
(روى أبو داود عن جابر ابن عبد اللّه. قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ما أسكر كثيره فقليله حرام" وقال عائشة سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام". ونهى رسول اللّه عن كل مسكر ومفتر، والمفتر كل شراب يورث الفتور والتخدير في الأعضاء.) وكل مسكر يشمل كل هذه الأنواع التى استجدت مثل الحشيش والافيون وغيرها وهذه مهمة علماء الكيمياء والطب ليقولوا لنا هل اى من الاشياء التى استجدت يغيب العقل فيكون حرام على المسلمين ولا حاجة لفقيه او ولى ليقول ان هذا حرام ويكون الامر بين العبد وربه دون وكيل يحرم له ويحلل
هذا حكم الدين فى المسكرات بجميع انواعها ما نعرفه منها وما قد يستجد شرحه لنا رسول الله [ص] فما كان كثيره يسكر يكون قليله حرام كما ذكرنا ولا حاجة لفتوى من شيخ او فقيه لأن هذا الحديث قفل الباب على الاجتهاد.
وضحنا ان الله لم يفوض عنه ولا عن رسوله هؤلاء الأفاضل ولكن فوض الله ولى الأمر كما جاء فى سورة النساء 59 (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ} فى أن يحرم ما أحله الله إذا كان فيه منفعة للمسلمين مثل تحريم ذبح الإناث من البهائم حتى لا تضيع الثروة الحيوانية فى البلاد او البناء على الاراضى الزراعية كما فعل سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه حينما أوقف حد السرقة للظروف التي كانت تمر بها الجزيرة العربية من جفاف ومجاعة ويكون مخالفة ولى الأمر إثم يحاسب عليه من الله تعالى , ولولى الأمر أن يسن من القوانين التي تنفع المسلمين أو تدفع الضرر عنهم وتكون طاعة المسلمين واجبه عليهم (ولى الأمر أو من ينوبه مثل البرلمانات او مجالس الشورى ) وولى الأمر لا يصدر نهى لفرد ولا يبيح له شئ ولكن ولى الأمر يكون أوامره لمصلحة جميع المسلمين ।
وأخيرا إن الأصل فى الدين هو الإباحة وليس فيه حرام ألاما حرمه الله ورسوله, ومن بعدهم ولى الأمر المسلم بعد التشاور مع من يختارهم او تختارهم ألامه لما يكون فيه مصلحة الأمة وذلك لتفويض الله له بذلك كما جاء فى سورة النساء 59{{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ}
اما عن مشايخ الفتوى أو المؤسسات التي تعنى بأمر المسلمين يجب ان يقتصر دورها على أن توضح للناس ما حرمه الله تعالى أو رسوله فى أي من أمور المسلمين لا قياسا ولا اجتهادا وتؤكد للمسلمين أن طاعة ولى الأمر واجبة دون زيادة منهم فى ما استجد وما سيستجد بإذن الله تعالى من الاكتشافات أو الاختراعات فهي حلال للمسلمين ينعموا بها وحتى لا يكونوا شواذ بين الأمم ويكون لا حرج فى الدين لأنه تشريع ألهي والله اعلم بما خلق ويخلق والله اعلي وأعلم.
ويكون ما يحرمه احد مالم ينزل به الله تعالي سلطانا يكون قد استدرك على الله ويكون نازع الله فى شان من شأنه هو التحليل والتحريم جاء في سورة آل عمران 103{ وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
اللهم ان كان ما كتبته هو الصواب فأجرني عنه وان كان غير ذلك فاغفره لي والله من وراء القصد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تم بحمد الله تعالى فى يوما الثلاثاء 1/11/2009 الموافق14 من ذي القعدة 1420 هجرية .
محمد ابراهيم عبد الغنى قطب
الاميل:
emadkotob@yahoo.com
Mohamed_k47@hotmail.com
عنوان المدونة على النت:
Emadkotob
التحدي بالقرآن-ليس بكلام بشرa
الأحد، نوفمبر 20، 2011
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)