الجمعة، مايو 28، 2010

الرد على المستشرقين فى زمن خلق الساماوات والأرض

بسم الله الرحمن الرحيم
التحدي بالقرآن-- ليس بكلام بشر
الرد على المستشرقين فى أيام خلق السماوات والأرض

الحمد لله رب العالمين له كل معاني الحمد والشكر وأصلى وأسلم على سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي المبعوث رحمة للعالمين عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
يقول الله جل شأنه في كتابه العزيز: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم :
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استوي عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54)
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (السجدة:4) هذا ما جاء به القرآن الكريم عن عدد أيام خلق السماوات والأرض.
أما ما جاءت به الآيات من سورة فصلت فهو شئ آخر وسوف نستعرض بعض ما جاء به أشهر المفسرين في تفسيرهم هذه الآيات.
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ)فصلت 9
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ)فصلت 10
(ثُمَّ استوي إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)فصلت 11
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)فصلت 12
لآيات: 30 - 33 من سورة الأنبياء {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون، وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون، وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون، وهو الذي خلق الليلْ} ألآية.
وسوف أذكر بعض الآيات التي نستدل بها في تدبرنا لهذه الآيات:/
إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ"التوبة 36
""مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُدا" الكهفً51.
وعلى ذلك أي اجتهاد لتفسير هذه الآيات بالذات يجب أن يكون مبنيا على ما جاء به القرآن نفسه وعدم الاعتماد كليا على النظريات العلمية أو القوانين لأن الله قال أن أحدا لم يشهد خلق السماوات والأرض وهذا يقطع الطريق على ما يسمى علم نشأة الكون والنظريات الكثيرة والتى تغيرت وتبدلت أكثر من مرة ويجب ألا نعتمد عليها نحن المسلمين وان تطابق بعضها مع ما جاء به القرآن أو السنة المشرفة خاصة وأننا لم نصل بعد إلى سقف العلم فالنظريات تتغير وتتبدل والقوانين ثبت كثير منها خطاها وتم تعديله مع تقدم العلم .
وسوف نذكر بعض ما جاء به المفسرين ولن اذكر بعض ما تشابه من التفاسير حرصا على وقت القارئ وعدم الإطالة.
ولإزالة أللبث والتشكيك في ما قاله المستشرقين ومن غير المسلمين واعتبروه تضارب في القرآن في عدد أيام الخلق كله وهو ما يهمنا في هذه الأيام هو عدد أيام خلق السماوات والأرض و إثبات عدم وجود أي تضارب في آيات الله -خاصة وأن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة من الحاقدين عليه-- وسأتعرض له بالتحليل في هذا الموضوع.
أولا: بعض ما جاء به أشهر المفسرين
اختلف المفسرون في تفسير الآيات خاصة في طول اليوم الذي خلقت فيه السماوات والأرض وما بينهما, منهم من قال هي أيام من أيامنا هذه التي نعدها ومنهم من قال إن اليوم بألف سنة من أيامنا هذه ومن قال أن الستة أيام لم تنتهي بعد ويكون من آخر ساعاتها يوم القيامة مثل ما جاء في تحليل الأستاذ الدكتور / منصور إبراهيم أبو شريعة ألعبادي قسم الهندسة الكهربائية-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية اربد – الأردن .
ونستعرض بعض ما جاء في تفسير هذه الآيات من بعض من المفسرين القدامى والمعاصرين
جاء في تفسير بن كثير
بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ في الآية54 من سورة الأعراف
(يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ رَبّ الْعَالَم جَمِيعه وَأَنَّهُ خَلَقَ السماوات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام قِيلَ كَهَذِهِ الْأَيَّام وَقِيلَ كُلّ يَوْم كَأَلْفِ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ.
وجاء عن بن عباس" ذكر في تفسيرا لآية 4 من سورة يونس({ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } من أيام أول الدنيا طول كل يوم ألف سنة
وجاء في تفسير" لباب التأويل في معاني التنزيل/ للإمام الخازن (المتوفى 741 هـ) (قوله هو الذي خلق الأرض في يومين يعني الأحد والاثنين).
يقول الشيخ الشعراوى –ادغم يومين خلق الأرض مع الأربعة أيام التي جعل فيها الجبال رواسي إلى أخر الآية . وضرب مثلا بالسفر من القاهرة وطنطا والسفر من القاهرة إلى الإسكندرية مثل المثل الذي جاء به الطبري والذي جاء فيه "كالمسافر من الكوفة إلى البصرة ومن الكوفة إلى بغداد" وذلك لاضغام اليومين " خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ" مع الأربع أيام " وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ"
وجاء فيما نشر في أحد المواقع على ألنت - في هذا الموضوع للأستاذ الدكتور/ منصور إبراهيم أبو شريعة ألعبادي قسم الهندسة الكهربائية-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية-اربد – الأردن ما نصه
( ولكن القرآن الكريم لم يكتف بذكر هذه الحقيقة الكونية بل جاء بحقائق إضافية عن تفصيل هذه الأيام وكذلك عن الحال الذي كان عليه الكون عند بداية خلقه والحال التي سيؤول إليها. ومن أهم الحقائق التي تفرد بذكرها القرآن دون غيره من الكتب السماوية هي حقيقة أن السموات والأرض قد خلقهما الله في يومين اثنين ولم يستغرق خلقها ستة أيام كما جاء في قوله تعالى "قل أئنّكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك ربّ العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثمّ استوي إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كلّ سماء أمرها وزيّنّا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم" فصلت 9-12.
وجاء أيضا : ذكر كثير من الحقائق والنظريات العلمية التي تثبت وتؤكد قدرة الله العظيم في خلقه واستفاض سيادته –جزاه الله خيرا-في شرح هذه الحقائق والنظريات العلمية فيما توصل إليه العلماء في تبسيط هذه الأمور العلمية البحتة للقارئ البسيط قدر المستطاع . وذكر سيادته ما نصه: فالله لا يحده زمان ولا مكان ويقدّر زمن الأحداث والوقائع بما شاء من مقادير وإنّ يوما عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون" الحج 47.وقد يكون طول بعض أيامه خمسين ألف سنة كما في قوله تعالى"تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" المعارج 4.وقد يكون طول بعضها ملايين أو ربما بلايين السنين كما هو الحال مع طول الأيام التي خلق الله بها هذا الكون.
،وعندما يسأل الله البشر يوم القيامة عن مدة مكثهم في الأرض يكون جوابهم أنه يوم أو بعض يوم وذلك بعد أن يتحرر البشر من أسر أطر المكان والزمان التي كانوا يعيشون فيها على الأرض كما جاء ذلك في قوله تعالى "قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادّين قال إن لبثتم إلاّ قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون" المؤمنون 112-113.
وانتهى سيادته بالقول :
"ولكي نتمكن من استيعاب الأرقام الكبيرة التي حدد بها العلماء عمر هذا الكون والتي تقاس ببلايين السنين ومقارنتها مع الأيام المذكورة في الآيات القرآنية لا بد لنا من القبول بحقيقة أن أيام الخلق الستة لم تنتهي بعد. فهذه الأيام ليست كما يظن كثير من الناس أنها أيام قد مرت وانتهت بل هي أيام لا زال زمانها يجري وهي إن كانت قد انتهت بالنسبة لله خالق الزمان والمكان إلا أنها بالنسبة للبشر لم تنته بعد بل لا زلنا نعيش في اللحظات الأخيرة من هذه الأيام. وهذا يعني أن الأيام الستة التي خلق الله خلالها جميع موجودات هذا الكون تمثل العمر الكلي للكون منذ أن خلقه الله من الدخان وإلى أن يطويه الله كطي السجل للكتب ويعيد جميع مادته إلى النقطة التي بدأت منها. وليس من الصعب على القارئ أن يستوعب هذا الأمر إذا ما علم أن مكونات الكون قد تم خلقها على مدى هذه الأيام الستة.فالإنسان الحديث قد تم خلقه قبل ما يقرب من عشرين ألف سنة،حسب تقديرات العلماء وهي تمثل آخر ساعة من ساعات اليوم السادس من أيام الخلق الستة،فمن السهل أن نستنج من هذا أننا لا زلنا نعيش ضمن هذه الأيام الستة.
واستطرد سيادته القول.
"ويمكننا الآن أن نستعين بالمعلومات الواردة في الآية القرآنية المتعلقة بخلق الكون وبعض التقديرات الدقيقة لبعض الأحداث التي مر بها الكون للحصول على رقم تقريبي لعمر هذا الكون. فقد حددت هذه الآية أن الجبال قد بدأت بالتكون في بداية الأيام الأربعة الأخيرة من أيام الخلق الستة ولو تمكنا من معرفة عمر أقدم جبال الأرض تكونا فمن السهل علينا حساب عمر الكون وهذا على افتراض أننا نعيش في اللحظات الأخيرة من أيام الخلق الستة كما أكدت على ذلك كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. لقد استخدم العلماء طرقا مختلفة لتقدير عمر الأرض وما عليها من جبال وما فيها من متحجرات وذلك لدراسة تطور الحياة عليها من خلال تحديد أعمار العينات التي يدرسونها."
ونتدبر الآيات
بداية نرد على ما جاء به للأستاذ الدكتور/ منصور إبراهيم أبو شريعة ألعبادي ويكون فيه أيضا رد على المفسرين والمجتهدين الآخرين إن شاء الله تعالى
يقول الأستاذ الدكتور/منصور ما نصه.
"ومن أهم الحقائق التي تفرد بذكرها القرآن دون غيره من الكتب السماوية هي حقيقة أن السموات والأرض قد خلقهما الله في يومين اثنين ولم يستغرق خلقها ستة أيام كما جاء في قوله تعالى "قل أئنّكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك ربّ العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثمّ استوي إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كلّ سماء أمرها وزيّنّا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم" فصلت 9-12."
الله يقول انه خلق الأرض "وحدها" في يومين والدكتور يقول أن الأرض والسماء خلقا في اليومين الذي حددهما الله في خلق الأرض واعتبر هذا حقيقة من أهم الحقائق !! وتجاهل الآيات التي ذكرها الله فى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام في سبع آيات.
وذكر سيادته ما نصه: فالله لا يحده زمان ولا مكان ويقدّر زمن الأحداث والوقائع بما شاء من مقادير
هذا قول حق يجب أن نلتزم بما قاله الله في كتابه العزيز ولا اجتهاد مع النص" ومادام الله قال يوم فهو يوم من أيامنا هذه التى نعرفها لأنه قال في سورة ""التوبة 36"ِإنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ " ألا يكفى هذا القول من الله بان الأيام التى خلق فيها السماوات والأرض هي من أيامنا هذه .
اما استشهاد سيادته بقول الله عز وجل "وإنّ يوما عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون" الحج 47. وقد يكون طول بعض أيامه خمسين ألف سنة كما في قوله تعالى"تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" المعارج 4.وقد يكون طول بعضها ملايين أو ربما بلايين السنين كما هو الحال مع طول الأيام التي خلق الله بها هذا الكون.
ولكن قول الله جل شأنه وإنّ يوما عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون" الحج 47. هذه الآية تشير إلى طول اليوم في الآخرة ولو تأملنا الآية من أولها وهى"ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإنّ يوما عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون الحج " 47.هذه الآية تخبر الكفار الذين يستعجلون الرسول بالعذاب بان اليوم في الآخرة بألف سنة مما نعد وهذا ليعلموا هول المصيبة من طول يوم العذاب الذي ينتظرهم وبالتالي البشرى بطول يوم النعيم للمؤمنين "جعلنا الله وإياكم من أهل النعيم"
وجاء في القرآن أيضا.
1/ في الآية (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) السجدة5 . هذا في الدنيا
2/وكذلك الآية 4 من سورة المعارج (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) تغيرت الظرف هذه الآية تشير إلى (يوم القيامة)
ألإعجاز في هذه الآيات تشير إلى العلاقة بين زمن "يوم" ومسافة "لماذا ؟
الآية 5من سورة السجدة وجه الإعجاز فيها هي أن الله يظهر قدرته على السرعة التي يحرك بها الملائكة في الدنيا التي "تحمل الأمر" لأن الملائكة تتحرك "بالأمر" في المسافة التى يقطعها الإنسان بأقصى سرعة يعرفها في ألف سنة تقطعها الملائكة ذهابا وإيابا في يوم واحد, وأقصى سرعة يعرفها الإنسان هي سرعة الضوء وهى تساوى 300000 كم/ثانية--( لا يستطيع اى جسم أن يتحرك بهذه السرعة وإلا تحول إلى طاقة)—ومن ذلك يمكن حساب السرعة التي تتحرك بها الملائكة (التي تحمل الأمر ) من هذه العلاقة
الزمن يوم من أيامنا هذه أي 24 ساعة
والمسافة التي يقطعها الضوء في ألف سنة مما نعد أيضا =سرعة الضوء في الثانية × الدقيقة× الساعة × اليوم× السنة × 1000
وهى=300000 ×60 ×60 ×24 ×365,25 ×1000 = 9467280000000000 0كيلومتر
السرعة هي =المسافة التي يقطعها الضوء في ألف سنة ÷الزمن "يوم 24/2 =12 ساعة" ,من هذه العلاقة يمكن حساب السرعة
السرعة =300000 ×60 ×60 ×24 ×365,25 ×1000 ÷12= 788940000000000كم/ساعة
ملحوظة هذه العلاقة المقصود منها تحديد سرعة الملائكة فقط فى هذه الآية وليس المسافة بين الأرض وعرش ألرحمن فهذه من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله وحده ولنضرب مثالا على ذلك ولله المثل الأعلى , إذا قلنا أن السيارة تقطع المسافة بين القاهرة وأسوان وهى "1000كم في 10 ساعات يمكن حساب سرعة السيارة من هذه العلاقة =100كم/ساعة ويمكن أن تتحرك بها السيارة اى مسافة مطلوب أن تقطعها.
وكذلك الآية 4 من سورة المعارج (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ). و وجه الإعجاز في هذه ألآية أنها تحدد سرعة الملائكة والروح " جبريل عليه السلام" في يوم القيامة لان الله يقول في الآية 8من نفس السورة يوم تكون السماء كالمهل" إلى آخر الآيات
وتكون سرعة الملائكة هي =سرعة الملائكة في ألف سنة مضروبة في 50
السرعة= 788940000000000 كم/ساعة ×500= 4149508824000000000000 كم/ساعة .
خاصة ما قاله"،وعندما يسأل الله البشر يوم القيامة عن مدة مكثهم في الأرض يكون جوابهم أنه يوم أو بعض يوم وذلك بعد أن يتحرر البشر من أسر أطر المكان والزمان التي كانوا يعيشون فيها على الأرض كما جاء ذلك في قوله تعالى "قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادّين قال إن لبثتم إلاّ قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون" المؤمنون 112-113.
ولكن:
1:/أن الناس يوم القيامة ولما يسألهم الله عن مدة بقائهم في الدنيا "في الأرض" كان ذلك أول أيام الحساب ولم يكن يعلموا شيئا عن أيام الآخرة فهم يتكلمون بالأيام التى عرفوها في الدنيا وقد نبأهم الله أن متاع الدنيا قليل كما جاء في الاية77 من سورة النساء" قُلْ مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً"
2:/ ما جاء في سورة البقرة 259 "أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير.ٌ
في هذه الآية التى يسأل الله فيها نبيه أليعازر عن المدة التي مكثها بعد أن أماته الله مائة سنة ثم أحياه قال لبثت يوم أو بعض يوم وبالتأكيد أن المائة سنة هي (365,25) يوم من أيام الدنيا ولما سأله عن ألمده ذكر أنها يوم أو بعض يوم هي من أيامنا هذه لأن الله سأله بعد أن أحياه من الموت في الدنيا ويكون سؤاله وجوابه في الدنيا ومن أيامنا هذه.
3:/وفى سورة الكهف 25"وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً" الخطاب للناس أجمعين أن أهل الكهف ناموا 309 سنه من السنين التي نعرفها والتي السنة فيها تساوى 365,25 يوم من أيامنا هذه أيضا.
أن من قال أن اليوم بألف سنة أو الذي قاله الأستاذ الدكتور أننا مازلنا في الأيام الستة وتنتهي بآخر يوم قبل يوم القيامة الذين قالوا بذلك كأنهم استعظموا الخلق على الخالق ولم يتصورا أن كل هذا الخلق يكون في ستة أيام من أيامنا هذه ونسوا أن الله قال في آيات كثيرة منها على سبيل المثال في سورة الانعام73 " وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ" والآية40من سورة النحل " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" وما جاء في سورة يس82" إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"
وتكون الأيام الستة التي ذكرها الله في خلق السماوات والأرض ومابينهما هي أيام من أيامنا هذه وهى تعتبر الستة أيام طويلة المدة إذا ما قورنت بأمر الله كن فيكون ولكن لحكمة يعلمها الله جعل زمن خلق السماوات والأرض وما بينهما هي ستة أيام وإلا ما كان اخبرنا بها جل شأنه.
سأكتفي بهذا الرد على ما جاء بشأن طول اليوم من الستة أيام الذي خلق الله فيها الكون وأعود إلى زمن خلق السماوات والأرض ومابينهما.
ما يزعمه المستشرقين بان هناك تضارب في عدد الأيام التي خلق الله فيها الكون التي جاءت في الآيات المختلفة ويزعمون بان القرآن تارة يذكر انه خلق السماوات والأرض في ستة أيام وتارة يقول أنها خلقت في ثمان أيام كما جاءت في سورة فصلت وكما ذكر بعض المفسرين والذين لم يعطوا فيها تفسيرا مقنعا لهم.
نعود إلى الآيات التي نحن بصدد التعرض لتدبرها بعد الإطلاع على ما جاء في كتب بعض المفسرين.
سورة الأنبياء.
الآيات: 30 - 33 {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون، وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون، وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون، وهو الذي خلق الليل} الآية.
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى ) ألآية الاعراف54
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) ألآية 38 سورة ق
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ) فصلت 9
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) فصلت 10
( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت11
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)فصلت 12
في الآية 54 من سورة الأعراف خلق السماوات والأرض إجمالا في ستة أيام وفى سورة "ق " وبشئ من التفصيل خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ويكون ما بين السماوات والأرض خلقت خلال الستة أيام التي ذكرت في الآيات التي تشير إلى خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام
ما معنى الخلق :الخلق هو الإيجاد من العدم أي يوجد الشئ من العدم وهذا ما يتميز به خلق الله لأي شئ أما خلق الإنسان هو وجود شئ من شئ آخر موجود فعلا.
الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام اى أوجدهم وما بينهم من العدم في ستة أيام .
أما الآيات في سورة "فصلت.
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ) فصلت 9
في هذه الآية يعلمنا الله "تعالى شأنه " أنه خلق الأرض وحدها في يومين أى بما فيها من جبال وارزاق وغير ذلك من مما هو موجود الآن على الأرض أو فيها.
وفى الآية 10 من سورة فصلت يقول ربنا "جل شانه" ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) نفهم من ذلك أن المادة الخام للسماء ( الدخان) كانت مخلوقة قبل الأرض أو أن الأرض جزء منها كما جاء فى سورة الأنبياء 30 {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وبعد خلق الأرض في اليومين بما فيها من جبال وأرزاق وكل ما فى الأرض جميعا كما جاء فى سورة البقرةالآية29.
الآية: 29 من سورة البقرة. {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم} ثم جعل الجبال فيها رواسي أي أن الله حدد لها الوظيفة التي تؤديها وهيأها لهذه الوظيفة , وبارك فيها وقدر فها الأرزاق في أربعة أيام – التي كانت كل الجبال والأرزاق كانت مخلوقة فعلا فى أيام خلق الأرض وهى اليومين التي حددها الله فى الآية---ثم استوي ربنا إلى المادة الخام للسماء "الدخان" وهذا رد على ما ذكروا أن الأرض خلقت قبل السماء وهو عكس الحقيق (والله أعلى واعلم).
قبل أن نفسر هذه الآيات نتعرف أولا على معنى كلمة (جعل ,بارك .قدر, قضى)
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) فصلت 10
في هذه الآية يقول الله جل شأنه ((وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا)
نبحث أولا عن معنى "جعل"
جَعَلَ: وَضَعَ‏ و‏جَعَلَ: عَيّنَ (فِي مَنْصِبٍ)‏
‏ جَعَلَ: حَدّدَ، عَيّنَ, و‏جَعَلَ: حَمَلَ على، دَفَعَ إلَى‏ ,جَعَلَ: ظَنّ، خَالَ‏ و‏جَعَلَ لَهُ كَذَا: أعْطَاهُ‏ و‏جَعَلَ لَهُ كَذَا: زَوّدَهُ بـِه.
وجاء فى القرآن:/ِ‏
وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً
أما إذا ذكرت الجبال مع جعل فهي لاتعنى خلق مثل قوله تعالى في سورة النحل 81 " وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَانا"
اى أن الله تبارك وتعالى خلق الجبال مع خلق الارض ثم جعل من بعضها أكنانا
فى سورة النازعات32" وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا وهذا دليل على أن الجبال كانت خلقت قبل أن يجعلها الله رواسي كما جاء في الآية10 من سورة فصلت
جعل ليس بخلق لان الخلق كما ذكرت انه أوجد شئ من العدم وهذا ما كان للأرض والسماء وما بينهما من جبال ونجوم وكواكب وكل ما نعلمه وما لا نعلمه (ويخلق مالا تعلمون)"النحل8 " أما "الجعل" هو تعديل شئ موجود فعلا من وضع إلى وضع آخر دون زيادة أو نقص ونضرب لذلك مثلا _ولله المثل الأعلى _ أن نجعل الباب مغلقا هذا تعديل لوضع الباب ولم نضيف عليه أو ننقص منه شئ فالباب موجود من الأول قبل أن نجرى عليه التعديل كذلك أن نجعل المصباح مضئ هو أن نعدل من حالته المعتمة إلى حال آخر مضئ ولم نجرى عليه أي زياد ة أو نقص.
والكلمة الأخرى
" بارك"
بارك: جاء في المختار الصحاح " نماها ومنها البركة وهى النماء والزيادة اى أن الله جعل فيها أسباب النماء والزيادة "
وكلمة"قدر:
معنى قدر نقول قدر الرزق أي قَسَمَه كما جاء في لقاموس المحيطُ
أو قدر بمعنى يحكم به أو له أو عليه كما جاء في لسان العرب
نأتي إلى باقي الآية10 من سورة فصلت(وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ)
===========================================
الله قدر الأرزاق وبارك فيها وليس هناك في الآية ما يشير لخلق الأرزاق في الأربع أيام التي جاءت في الآية 10 من سورة فصلت ويكون ربنا تبارك وتعالى عدل الجبال وجعل منها رواسي وبارك فيها وقدر الأرزاق "أي وزعها" فى أربعة أيام وعليه لا تحسب الأربعة أيام من ضمن الستة أيام التي ذكرها الله في خلق السماوات والأرض لأنها كانت مخلوقة من قبل .
ومن الآية 11 ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت11
معنى استوي
ليس معناه الخلق فاستواء الله غير معلوم ولا يوجد في القواميس المتاحة اى ذكر لمعنى استوي على أنها تعنى خلق.
رتقا جاء فى القاموس المحيط "رتق( ر ت ق): الرَّتْقُ ضد الفتق وقد رَتَقَ من باب نصر فارْتَتَقَ أي التأم ومنه قوله تعالى {كانتا رتقا).
وهذا يعنى أن السماء وهى--"مفرد"-- كانت موجودة وهى دخان وتحوى السبع سماوات التي قضاهن وهى--"جمع"— لأن الله تبارك وتعالى ذكر أن السماء وهى"مفرد" كانت دخان رتقا(الرتق عكس الفتق كما جاء فى المختار الصحاح اى ان السماء وهي دخان.
ومادامت السماء وهي دخان فهي ساخنة جدا ويكون مركزها هو أعلى درجة حرارة ثم تقل درجة الحرارة تدريجيا كلما اتجهنا إلى خارج الدائرة وينقسم الدخان[مثل السحابة أو الهواء] إلى سبع نطاقات تبعا إلى درجات الحرارة التي تتغير تبعا لها الكثافة فكل نطاق يكون له درجة حرارة معينة ويكون له كثافة معينة -- وهذه هي الظاهرة الطبيعية التي أوجدها الله عز وجل في الغلاف الجوي للأرض وهى المسئولة عن ظاهرة السراب إلى تحدث في الصحراء في وقت الظهيرة فالهواء مفرد ولكنه فى الواقع ينقسم الى طبقات تبعا إلى درجة حرارة كل طبقة, وينكسر الشعاع الضوئي الساقط من الشمس على أول كل طبقة يمر بها إلى أن يسقط على آخر طبقة فينعكس عليها --(و يسقط عليها بزاوية اكبر من الزاوية الحرجة)----- وترى العين الشمس على الرمال وكأنها تسقط على سطح ماء.
" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ] ..الأنبياء 30.
والذي نفهمه من هذه الآية أن الأرض كانت آخر نطاق في الدخان التي أشار إليه الله عز وجل وكانت ابرد النطاقات وانفصلت أولا إلى موقعها الذي أراده لها الله.
نأتي إلى الآية 12 من سورة فصلت (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)فصلت 12
"قضى
جاء في مختار الصحاح الإصدار1,03 معنى(قضى) ق ض ي: القَضَاءُ الحكم والجمع الأقْضِيَةُ و القَضِيَّةُ مثله والجمع القَضَايَا و قَضَى يقضي بالكسر قَضَاءً أي حكم أو أمر ومنه قوله تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وقد يكون بمعنى الفراغ تقول قَضَى حاجته وضربه فَقَضَى عليه أي قتله كأنه فرغ منه و قَضَى نحبه مات وقد يكون بمعنى الداء والنهاء تقول قضى دينه ومنه قوله تعالى {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب} وقوله تعالى {وقضينا إليه ذلك الأمر} أي أنهيناه إليه وأبلغناه ذلك وقال الفراء في قوله تعالى {ثم اقضوا إلي} يعني امضوا إلي كما يقال قضى فلان أي مات
وَرَوَى أَبُو صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله : " ثُمَّ استوي إِلَى السَّمَاء " يَعْنِي صَعِدَ أَمْره إِلَى السَّمَاء
ويكون كلمة "فَقَضَاهُنّ" ويكون القضاء وقع على ما هو موجود ومخلوق من قبل أن يقضى الله عليهن ولا تعنى خلقهنَ.
ويكون خلق السماوات وما فيهن تم في أربعة أيام ثم أمرها أن تكون سبع سماوات كل سماء في المكان الذي أراده لها الله ثم أمر لكل سماء ما خلقه من اجلها فى نفس اليومين
نعود إلى ربط الآيات والقرآن يفسر بعضه بعضا
يقول الله جل شانه في سورة الأعراف إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى ) ألآية الاعراف54
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) ألآية 38 سورة ق
في سورة الأعراف وغيرها يقول الله أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام من الأيام التي تعرفها هذه المدة هي إجمال عدد الأيام الذي خلق الله السماوات ومافيها على اعتبار أن كل ما خلق في السماوات يتبع السماوات وخلق الأرض وما فيها على اعتبار ما خلق في الأرض يتبع الأرض.
أما فى سورة ق38 يقول الله تبارك اسمه " (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) ألآية 38 سورة ق في هذه الآية يوضح لنا الله تبارك وتعالى أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ولو لم يخبرنا الله عز وجل في هذه الآية بان خلق ما بين السماوات والأرض كان ضمن الأيام الستة لكان هناك السؤال متى خلق الله مابين السماوات والأرض ؟إذا كان خلق السماوات والأرض في ستة أيام كما جاء في الآية 54 من سورة الأعراف.
تأتى الآيات التي في سورة فصلت (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ)....الآية
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) فصلت 10
( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت11
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)فصلت 12
يخبرنا الله انه خلق الأرض وما فيها من جبال وارزق وغيرها من خلق الله ما نعلمه وما لا نعلمه في يومين >
وفى الآية 10 يخبرنا انه جعل الجبال (التي هي مخلوقة سلفا ضمن اليومين التى خلق فيهن الأرض) رواسي فوق الأرض لتؤدى وظيفة اخبرنا بها القرآن بأنها تمنع الأرض أن تميد بنا وجعلها كذلك أوتادا وبارك فيها الأرزاق التي هي (مخلوقة سلفا) ثم وزع الأرزاق على جميع الأماكن التي على الأرض والفصول الأربعة المختلفة وعليه تكون الأربع أيام لا تحسب من زمن الخلق(الستة أيام)
في الآية 11 استوي الله إلى السماء وهى مكونة من السبع سماوات وهى دخان ( مخلوقة من قبل) وأمرها هي والأرض أن (اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) .في الآية 12 أمر الله أو حكم على السماوات السبع المدمجة في السماء وهى مخلوقة من قبل أن تكون سبع سماوات في أماكن مختلفة حددها لها الله عز وجل ثم أوحى الله إلى المخلوقات التي تخص السماوات وأن تكون لكل سماء خلقها وزين الله جل شأنه سماء الدنيا بمصابيح (النجوم وغيرها مما لا نعلمه )وجعل لها وظيفتها أن تزين السماء الدنيا وتكون رجوما للشياطين في يومين وهذه الأيام بعيدة عن أيام الخلق
من التوضيح والشرح السابق نرى أن الله جل شأنه خلق السماوات وارض وما بينهما في ستة أيام كما اخبرنا وقد تكون هذه الأيام متتالية من الأحد إلى الجمعة والله أعلى واعلم أما ما جاء في الآيات 12,11,10,9 في سورة فصلت لم يذكر لنا الله إلا زمن خلق الأرض فقط وما عليها من جبال وأرزاق أما باقي الأفعال مثل جعل وبارك وقدر واستوي أو قضاهن لا يعنى أي فعل منها (خلق) وتكون أيام التي ذكرت لأي فعل منها لا تحسب مع زمن الخلق ويكون ما جاء في الآيات 10-11-12- ليس خلق بل تعديل وتقدير وتوزيع لما هو مخلوق سلفا في الأربعة أيام المتبقية بعد خلق الأرض وبهذا لا يكون هناك أي تضارب في كلام الله " الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِير )سورة هود: 1" صدق الله العلى العظيم
الخلاصة أن الله خلق السماوات والأرض ومابينهما في ستة أيام من أيامنا ومن هذه الأيام الستة يومين خلق فيه الأرض كما حددها الله فى سورة فصلت9 .
أما السماوات ومابين السماوات والأرض تم خلقها في أربعة أيام ويكون مجموع الخلق كما اخبرنا الله ستة أيام فقط.
وبعد أن فرغ الله من الخلق في الأيام الستة جعل الجبال التي خلقها رواسي وبارك فيها وقدر الأرزاق المخلوقة من قبل وتوزيعها على الأرض في أماكن مختلفة وأوقات مختلفة أيضا وكان هذا في أربعة أيام ثم استوي إلى السماء التي كانت دخان الذي يتكون من سبعة نطاقات فقضاهن سبع سماوات [فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) فصلت –أي جعل كل نطاق فى مكانه الذي أراده الله لها ووزع على كل سماء خلقها وجعل في سماء الدنيا النجوم للزينة ورجوما للشياطين في يومين
مما سبق نرى أن الستة أيام التي( جاء فيها( جعل فيها وبارك وقدر وقضى) التي جاءت في سورة فصلت الآيات 10-11-12 غير الستة أيام التي خلق فيها السماوات والأرض لأنها ليست من أيام الخلق ٍ
وهذا اجتهادي على قدر علمي والله أعلى واعلم.
انتهى في يوم الجمعة 6/3/2007 م الموافق 18 ربيع الأول سنة 1428هجرية
محمد إبراهيم عبد الغنى قطب مصر المنيا –
الإميل/emadkitob@yahoo.com
Mohamed_k47@hotmail.com
عنوان المدونة على النت:
Emadkotob
التحدي بالقرآن – ليس بكلام بشر

ليست هناك تعليقات: