بسم الله الرحمن الرحيم
ليس بكلام بشر
اللوح المحفوظ
يقول الله في كتابه العزيز:ليس بكلام بشر
اللوح المحفوظ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وسيد ولد آدم اجمعين عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه باحسان الى يوم الدين
بسم الله الرحمن الرحيم. ){ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } * { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ }.
ما هم الوح المحفوظ؟
جاء فى جامع فى تفسر القرآن للإمام الطبري رحمه الله :.
{ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } * { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ }
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { بَلْ هُوَ قُرآنٌ مَجِيدٌ } يقول: قرآن كريم.
اما الوح المحفوظ , { مَحْفُوظٍ } فقرأ ذلك من قرأه من أهل الحجاز، أبو جعفر القارىء، وابن كثير. ومن قرأه من قرّاء الكوفة عاصم والأعمش وحمزة والكسائي، ومن البصريين أبو عمرو { محفوظٍ } خفضاً على معنى أن اللوح هو المنعوت بالحفظ. وإذا كان ذلك كذلك كان التأويل في لوح محفوظ من الزيادة فيه، والنقصان منه، عما أثبته الله فيه. وقرأ ذلك من المكِّيين ابن مُحَيْصِن، ومن المدنيين نافع «مَحْفُوظٌ» رفعاً، ردّاً على القرآن، على أنه من نعته وصفته. وكان معنى ذلك على قراءتهما: بل هو قرآن مجيد، محفوظ من التغيير والتبديل في لوح.
والصواب من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان معروفتان
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد { فِي لَوْحٍ } قال: في أمّ الكتاب.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ } عند الله.
وقال آخرون: إنما قيل محفوظ، لأنه من جبهة إسرافيل. ذكر من قال ذلك:
جاء فى تفسير القرطبى رحمه الله تعالى:
1/ مكتوب في لوح. وهو محفوظ عند الله تعالى من وصول الشياطين .
2/ هو أمّ الكتاب؛ ومنه انتُسخ القرآن والكتب.
3/ وروى الضحاك عن ابن عباس قال: اللوح من ياقوته حمراء، أعلاه معقود بالعرش وأسفله في حجر مَلَك يقال له ما طِرْيون، كتابه نور، وقلمه نور، ينظر الله عزّ وجلّ فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة؛ ليس منها نظرة إلا وهو يفعل ما يشاء؛ يرفع وضيعا، ويضع رفيعاً، ويغنى فقيراً، ويفقر غنياً؛ يحيى ويميت، ويفعل ما يشاء؛ لا إله إلا هو.
4/ وقال أنس بن مالك ومجاهد: إن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله تعالى في جبهة إسرافيل.
5/ اللوح المحفوظ الذي فيه أصناف الخلق والخليقة، وبيان أمورهم، وذكر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم، والأقضية النافذة فيهم، ومآل عواقب أمورهم؛ وهو أم الكتاب.
وأقوال أخرى مثل ما سبق.
جاء فى تفسير الجلالين رحمهما الله تعالى :
{ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ }
{ فِى لَوْحٍ } هو في الهواء فوق السماء السابعة { مَّحْفُوظٍ } بالجر من الشياطين ومن تغيير شيء منه طوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب، وهو من درة بيضاء، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
جاء فى الظلال لسيد قطب رحمه الله تعالى :
(وهو في لوح محفوظ. لا ندرك نحن طبيعته، لأنه من أمر الغيب الذي تفرد الله بعلمه. إنما ننتفع نحن بالظل الذي يلقيه التعبير، والإيحاء الذي يتركه في القلوب. وهو أن هذا القرآن مصون ثابت، قوله هو المرجع الأخير، في كل ما يتناوله من الأمور. يذهب كل قول، وقوله هو المرعي المحفوظ.).
وكما قلت قبل ذلك أن ما قاله أولهم هو ما انتهى إليه آخرهم في تفاسير القرآن.
ننظر إلى القرآن لنعرف معنى الوح :
جاء فى كتاب الله العزيز ,بسم الله الرحمن الرحيم.
الأعراف 145 ) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَاسِقِينَ)
الأعراف 150 ) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيۤ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى ٱلأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ ٱلأَعْدَآءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ)
الأعراف 154 ) وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ(.
جاء فى القواميس معنى كلمة لوح هو السبورة او ما يكتب عليه من الخشب أو من الحديد أو من أي مادة ويكتب عليه.
جاء فى تفسير الدر المنثور فى التفسير بالمأثور للسيوطي من ضمن مقاله:
(وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة، كان طول اللوح إثني عشر ذراعاً ").
تنبيه:
ما ذكره المؤلف هنا من وصف الألواح بأنها كانت من سدر الجنة، أو ذبرجد، لا يستخلص منه حكم شرعي، ولذلك تساهل في ذكر هذه الأوصاف المبنية على أحاديث ضعيفة، وذلك مقبول في التفسير والوعظ. قال الإمام أحمد بن حنبل أنهم في الرقائق (أي الأمور المتعلقة بالأخلاق) يتساهلون في الأسانيد، أما في الحلال والحرام، "فنريد رجالا هكذا"، وقبض بيده إشارة إلى القوة.
أما في الأمور التي يبنى عليها استنتاج الأحكام الشرعية، فإن العلماء والمفسرون، ومنهم السيوطي والمحلي، لا يأخذون إلا بالآثار الصحيحة.
وقد سها عن هذا التفصيل وعن هذه القاعدة الكثير من الكتاب والمعلقين، فبالغوا في التهويل على من تساهل في أسانيد التفسير، بدون تمييز حول موضوع التفسير ونوعه.]ـ
السؤال هو ما هو الوح المحفوظ وهل ما جاء فى كتب التفاسير هو الوح المحفوظ الذى تعنيه الآية الكريمة ؟
لنرى والله أعلى واعلم.
واضح من سرد قصة سيدنا موسى عليه السلام ان التوراة كانت فى ألواح وقالوا أنها من الحجارة أو كما ذكر فى الحديث الذي روى عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي ورد فى تفسير السيوطي " الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة، كان طول اللوح أثني عشر ذراعاً "). المهم أن الذي يكتب عليه كلام الله عز وجل سماه الله فى القرآن ألواح وكانت كثيرة والحجر الواحد اسمه لوح.
القرآن الذي نعرفه كتب فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم على رقاع من الجلد أو قطع من العظام وغيرها من المواد المتاحة فى البيئة ثم تطورت مواد الكتابة إلى انتهت إلى الكتابة على الورق ثم على شرائط من البلاستك ثم علىc.d وكما ذكر الله اسم الألواح على الحجارة التي كتبت عليها التوراة فيكون كل ما كتب عليه القرآن هو لوح.
أما قول الله فى الآية الكريمة 42 من سورة البروج كلمة { مَّحْفُوظٍ } نرى ان الله جل شأنه قال عن القرآن الذي بين أيدينا فى سورة الحجر 9 (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ).
ويكون الوح المحفوظ الذي جاء ذكره فى سورة البروج 42 .
هو القرآن الذي بين أيدينا سواء كتب على ورق أو شرائط أو غيرها حسب تطور العلم تسمى لوح وهو محفوظ من الله تعالى ولن يأتيه الباطل أبدا من بين يديه ولا من خلفه.
أما القول بان الوح المحفوظ هو ماجاءت به كتب التفاسير لا دليل على صحته .
الأهم من ذلك أن القول بان اللوح المحفوظ فىما ذكر المفسرين من اقوال مختلفه هذا القول لا يليق بعظمة وقدرة الله المطلقة فالله ليس بالعاجز ليكتب قبل ان يخلق الخلق سيناريوا قبل ان يخلقه وكذلك القرآن فلو ان الله جعل للقران اصل قبل ان ينزل على الرسول لسير الله الامور مقدما كما يتفق مع الاحداث التى ذكرت فى اصل الكتاب المسمى عند المفسرين (اللوح المحفوظ) ولكان ابولهب لابد له ان يكفر لنكون السورة التى تهدد ابو لهب وهو وزوجته فى محلها حتى يستقيم الأمر كما فى اصل الكتاب او ما يسمى باللوح المحفوظ وهذا يكون ظلم لأبى لهب وهذا لايجوز والله العادل والذى عدله عدل مطلق والله لايظلم احد من خلقه ومن ناحية اخرى فان الذى يعد مسبقا سيناريو لاحداث لابد ان يجعل الاحداث تسير حسب ما يكون فى هذاالسيناريوا وهذا القول لايكون مع القادر المقتدر الذى يقضى فى التو واللحظة لكل فعل حكم ولكل حدث حديث.
والله أعلى واعلم.
تم بحمد الله تعالى عسى الله أن يجعل لي هذا الذي اكتبه فى ميزان حسناتي وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
.والله من وراء القصد.
تم بحمد لله يوم الاثنين 19/1/2009 ميلادية الموافق 22من محرم سنة1430 هجر ية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق