الأربعاء، يناير 21، 2009

ما تنقص الارض منهم

بسم الله الرحمن الرحيم
ليس بكلام بشر
ما تنقص الأرض منهم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن اتبعه بإحسان إلى يوم القيامة.
يقول الله جل جلاله بسم الله الرحمن الرحيم في سورة ق:
الآية: 1 - 5{ق والقرآن المجيد، بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب، أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد، قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ، بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج}.
جاء فى الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي:
(. "قد علمنا ما تنقص الأرض منهم" أي ما تأكل من أجسادهم فلا يضل عنا شيء حتى تتعذر علينا الإعادة.)
وجاء في الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي:
(وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: من أجسادهم وما يذهب منها.)
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: ما تأكل الأرض من لحومهم وأشعارهم وعظامهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال: يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا). انتهى
أما الإمام الطبري رحمه الله قال:/
({قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقولY : قد علمنا ما تأكل الأرض من أجسامهم بعد مماتهم، وعندنا كتاب بما تأكل الأرض وتفني من أجسامهم
(جاء في اختصار الصابوني(مختصر تفسير بن كثير):
قال ابن عباس {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} أي ما تأكل من لحومهم وأبشارهم، وعظامه) انتهى
اجمع جمهور الفقهاء على أن علم الله فى هذه الآية يشير إلى قدر ما تأكله الأرض من أجسادهم بعد الموت والله يعلمه بالتأكيد ولكن.
ولكن إذا نظرنا إلى الآية السابقة لهذه الآية محل التدبر فى هذه السورة الذي يقول فيها Y أن الكافرين يتعجبوا من كلام القرآن الذي انذرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم سوف يبعثون ويقولون كيف إذا متنا وكنا ترابا أن نبعث خلقا من جديد,إذن الكافرين يتعجبوا من هذا القول فعجبهم أنهم كيف يبعثون مرة أخرى ولكن الله يرد عليهم في هذه الآية أن الله يعلم ما تنقص منهم الأرض بعد البعث وفى سورة أخرى يقول لهم انه قادر على ان يجمع بنان كل واحد منهم كما جاء في سورة: القيامة 4 { بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} .
ولو نظرنا فى سورة الانشقاق الذي يقول فيها اللهY بسم الله الرحمن الرحيم:
p(إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ {1} وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ {2} وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ {3} وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ {4} وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ {5} يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ {6})i
"وألقت ما فيها وتخلت" أي أخرجت أمواتها، وتخلت عنهم"
مما سبق يكون المشهد كالآتي يبعث اللهY الموتى كما جاء في سورة: يس 51 { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ}
52{ قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ }.
ينفخ فى الصور فيبعث اللهY الموتى كما هي على هيئتهم فى الدنيا حتى انه Y يقول انه سوف يسوى بنانه وهى البصمات التي على الأصابع ولن يغادر منهم أحدا كما جاء فى سورة الكهف 47 {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} ثم تكون الأرض بارزة وتمتد وتلقى ما عليها من خلائق وتخلت عنهم , واللهY يعلم قدر ما نقصت منهم الأرض بعد بعثهم منها .
ملخص القول أن الخلق جميعا سوف يبعثوا بعد الموت من الأرض ويأخذوا من الأرض عناصر خلقهم ليكونوا كما كانوا في حياتهم ثم تلقى الأرض ما عليها منة خلائق إلى ارض أخرى وتكون الأرض نقصت بقدر خلقهم منها وبعثهم من جديد فاللهY يعلم قدر هذا النقصان في الأرض بعد أن غادرها كل الخلائق( {2} وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ {3} وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ {4}) الانشقاق. إلى الأرض الثانية كما جاء فى إبراهيم 48{ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}. والله Y محيط بعلمه كل شئ خلقه.
والله أعلى واعلم
تم بحمد الله وتوفيقه والله اسأل أن يتقبله منى ولا أريد به ألا وجهه الكريم ويجعله لى فى ميزان حسناتي ولا أريد به من احد جزاء ولا شكورا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
انتهى يوم الأربعاء 3من ديسمبر سنة 2008 الموافق 5من ذي الحجة عام1429 هجري
محمد إبراهيم عبد الغنى قطب –مصر-الإميل :
emadkotob@yahoo.com
Mohamed_K47@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: