aبسم الله الرحمن الرحيم
ليس بكلام بشر [مصححة لغويا]
مرج البحرين
حمداً لله الذي خلق الإنسان وعلمه ا لبيان ولولا أن علمه البيان ما استبان له أي شئ من آيات الله في كونه وأصلى وأسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله الذي أتانا باليقين من عند ربه عليه وعلى آله وأصحابه الكرام ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يقول الله في محكم آياته بسم الله الرحمن الرحيم " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا"الفرقان53
كما قال في سورة الرحمن. الآية: 19 - 23 {مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان، فبأي آلاء ربكما تكذبان، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، فبأي آلاء ربكما تكذبان}.
وفي سورة فاطر الآية: 12 {وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)
وفى سورة النمل 61{أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَْ}
نبدأ بعون الله فى عرض تفسير بعض من الأئمة السابقين رحمهم الله جميعا .
نبدأ بتفسير الجلالين /: الآية: 19 - 23 {مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان) ، فبأي آلاء ربكما تكذبان، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، فبأي آلاء ربكما تكذبان}.
تفسير الجلالين: وهو الذي مرج البحرين) أرسلهما متجاورين (هذا عذب فرات) شديد العذوبة (وهذا ملح أجاج) شديد الملوحة (وجعل بينهما برزخا) حاجزا لا يختلط أحدهما بالآخر (وحجرا محجورا) سترا ممنوعا به اختلاطهما
وفى تفسير ابن عباس { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أرسل البحرين العذب والمالح { يَلْتَقِيَانِ } لا يختلطان { بَيْنَهُمَا } بين العذب والمالح { بَرْزَخٌ } حاجز من الله { لاَّ يَبْغِيَانِ } لا يختلطان ولا يغير كل واحد منهما طعم صاحبه { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا } من المالح خاصة { الُّلؤْلُؤُ } ما كبر {وَالمَرْجَانُ } ما صغر منه { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ } السفن المنشآت المخلوقات المرفوعات { فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } كالجبال
وجاء في تفسير الطبري:/
: إن العذب والملح قد يلتقيان، فيكون العذب كاللقاح للملح، فنسب إليهما كما ينسب الولد إلى الذكر والأنثى وإن ولدته الأنثى، لذلك قيل: إنه لا يخرج اللؤلؤ إلا من وضع يلتقي فيه العذب والملح. وقيل: المرجان عظام اللؤلؤ وكباره، قال علي وابن عباس رضي الله عنهما. واللؤلؤ صغاره. وعنهما أيضا بالعكس: إن اللؤلؤ كبار اللؤلؤ والمرجان
يقول الشيخ الشعراوى في تفسير الآية53 من سورة الأعراف في معنى مرج البحرين أن ماء الأنهار تسير سيرا كما تشاء ملتوية ومتعرجة لأن الماء يشق مجراه في الأماكن السهلة وانظر إلى الماء في خليج السويس أو خليج المكسيك كأن الماء يسير على هواه ودون نظام فلا يشكل شكلا مستطيلا أو مربعا أو دائرة
وفى تفسيره(وجعل بينهم برزخا وحجرا محجورا) قال البرزخ شئ بين شيئين واصل كلمة برزخ :اليابسة التي تفصل بين ماءين (وحجرا محجورا) الحجر هو المانع الذي يمنع من اختلاط الماءين, كما جاء في قوله تعالى (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة) ويكون الماءان للبحار والأنهار تتعايشان تعايشا سلميا لا يبغى احدهما على الآخر رغم تلاقيهما
وفى تفسير الدكتور زغلول النجار
:/ذكر أن البحرين يعنى نهر وبحر بحجة أن العرب كانوا يطلقون لفظ البحر على النهر .وجاء ما نصه(يطلق لفظ "البحر " فى اللغة العربية على كل من النهر ذي الماء العذب والبحر ذي الماء المالح).
ونقول وبالله التوفيق:
مما سبق نجد أن جميع المفسرين اشتركوا في المعنى بالبحرين في الآيات محل البحث يعنى البحر والنهر وكل اجتهد حسب علمه ليثبت ذلك جزاهم الله خيرا .
ويؤخذ على هذه التفاسير مايلي
أن الله جل شأنه ذكر الأنهار في القرآن كما ذكر البحار."
ذكرت كلمة (الأنهار) 43 مرة أما كلمة (البحرين)ذكرت 4 مرات وكلمة (البحر) ذكرت22 مرة " أي أن كلمة الأنهار ذكرت أكثر من كلمة (البحر) و(البحرين) مجتمعة. إذن أن الله ذكر كلا من البحار والأنهار في القرآن الكريم فإذا قال الله في القرآن بحرين فهو يعنى بحرين وليس بحرا ونهرا وتأكيدا نذكر بعض الآيات التي جاءت بها كلمة "الأنهار"
{وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار)....الآيةالبقرة25
وذكرت كلمة" نهر" في: الآية: 249 من سورة البقرة {فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني}..... الآية.
أو كما جاء في حديث للرسول العظيم في بيانه لزكاة الزروع روى أبو داود عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان بعلا العشر، وفيما سقي بالسواقي أو النضج نصف العشر وكذلك إن كان يشرب سيحا فيه العشر".
وجاء في تعريف ابن عباس للربوة " وقال ابن عباس: الربوة المكان المرتفع الذي لا تجري فيه الأنهار" على أن ألعرب كانوا يذكرون الأنهار ويعرفون ما هي ويذكرون البحار ويعرفون كذلك ماهي ويفرقون بينهما.
ومن الآيات التي ذكر فيها البحر:
البقرة 50 ( وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون).
ونؤكد كذلك بهذه الحقائق التي لا تغيب عن العلماء في عصرنا.
أولا:/أن الله ذكر في الآيات السابقة أن (البحرين) ولم يذكر البحر والنهر وكما أشرت أن كلمة "نهر " جاءت في القرآن أكثر من كلمة "بحر وبحرين" مجتمعتين
ثانيا :/قد جاء في الآية: 12 من سورة فاطر{وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون }العذب الفرات يؤكد أنه ليس المقصود هو النهر لان ماء النهر يطلق عليه ماء عذب أما العذب الفرات فهو اكثر عذوبة مثل الماء المتجمد (الثلج) كذلك ملح أجاج يكون اكثر ملوحة من ماء البحر العادي
"وما يستوي البحران" أي أن البحرين ليسا في مستوى أفقي واحد ويكون الحاجز بينهما رأسيا ولكن قد يكون مستوى أحدهما فوق مستوى الآخر ويكون الحاجز بينهما أفقيا.
ثالثا:/هناك ظاهرة علمية مؤكدة هي ظاهرة(الانتشار الغشائي) مفادها أن الماء العذب (الأقل)تركيز ينتقل إلى الماء المالح (الأعلى) تركيز إذا كانا متجاورين حتى لو كان بينهما حاجز طبيعيا مثل الرواسب أو غيرها ( ما عدا الفواصل الصناعية التي يصنعها الإنسان لهذا الغرض أو حاجز من الصخور النارية) وهذه الظاهرة التي أوجدها الله عز وجل هي التي تعمل على دخول الماء إلى جذور النباتات من التربة ومنها النخيل وجميع الأشجار رغم ارتفاعها .
رابعا: تطبيقا لهذه الظاهرة" الانتشار الغشائي" التي أوجدها الله تبارك وتعالى نجد أن ماء النهر العذب لابد أن ينتشر (يبغي) على ماء البحر المالح حتى ولو كانت الحواجز بينهما (ظاهرة الانتشار الغشائي) رغم أن الله جل شأنه قال في سورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان" [الرحمن: 19-20].
خامسا:/ جاء في سورة الرحمن({ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ) و { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤة وَالمَرْجَانُ }.
أ: البرزخ هو الحاجز الذي لا يمكن الإفلات منه لأي من ماء البحرين لأنه حاجز كما قال الله تعالى فى سورة النمل 61 (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا)
ب: و { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤة وَالمَرْجَانُ }.
نعرف أن اللؤلؤ والمرجان يخرجا من البحار فقط أما الأنهار فلا يخرج منها اللؤلؤ ولا المرجان ومن ذلك نستدل أن المقصود في الآيات التي نناقشها هي بحرين فقط وليس بحرا ونهرا وقول الله تبارك وتعالى فى سورة الرحمن 22 ويَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤة وَالمَرْجَانُ. أي إن اللؤلؤ والمجان يخرج منهما بعملية واحده.
سادسا:/في الآية (12 من سورة فاطر{وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونه وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون.
نتأمل فى الآية الكريمة ما يلى:/
$ كلمة "وتستخرجون حلية تلبسونها" اى كل منهما نستخرج منه حلية نلبسها ,هذا من البحار أما الأنهار فلا يستخرج منها اى من الحلي تصلح لباسا .
$ كلمة(وترى الفلك فيه مواخر) لم يقل فيهما رغم الأنهار تجرى فيها الفلك ولكن قال "فيه"مفردا, أي أن بحرا واحدا منهما هو الذي يصلح لتجرى فيه الفلك أما الأنهار تجرى فيها الفلك وبهذا تكون الأنهار ليست هي المقصودة في هذه الآية الكريمة.
$ (وهذا ملح أجاج ) أي البحر المقصود تزيد درجة ملوحته عن البحور الأخرى في مناطق المجاورة والمناطق الأخرى
من المعطيات التي سقناها سابقا.
أرى" والله اعلم" أن الله تعالى عندما ذكر البحرين ,هما بحران فعلا وليسا بحرا ونهرا في الآيات السابقة ---كما جاء في التفاسير -- والتي نحاول تفسيرها للأسباب الآتية .
نعود إلى الظواهر الطبيعية التي أوجدها الله تبارك وتعالى في الكون.
الماء هو السائل الوحيد الذي إذا تم تبريده اقل من درجة4 م حتى درجة التجمد فان حجمه يزيد وتقل كثافته مما يجعل الجليد(الثلج وهو الحالة الصلبة للماء) يطفو فوق سطح الماء, وعلى هذا نرى أن البحار التي في الشمال من الكرة الأرضية والتي توجد في مناطق تقل درجة حرارة الجو فيها إلى اقل من 40 تحت الصفر ويتجمد سطح البحر ويطفوا الجليد فوق السطح ويعزل باقي ماء البحر عن الجو فيظل الماء أسفل الجليد في حالته السائلة لتحيى فيه الأحياء التي خلقها الله فئ البحر ولو لم يطفو الجليد فوق سطح البحر لتجمد الماء في البحر من القاع إلى السطح الموجودة في المناطق التي تقل فيها درجات الحرارة إلى اقل من الصفر وتموت جميع الأحياء البحرية في هذه المناطق(سبحان الله) ولكي ينقسم البحر إلى بحرين بحر متجمد فوق سطح بحر السائل .
كذلك من الظواهر الطبيعية التي أوجدها الله عز وجل كذلك أن الماء المالح إذا تجمد تنفصل الأملاح الذائبة فيه لتذوب في باقي الماء الموجود في أسفل الجليد ويكون الجليد عذبا فراتا وتزيد ملوحة ماء ألبحرعما كانت عليه ويصبح ماء ألبحر أجاجا كما جاء في الآية 12 من سورة فاطر.
لنتدبر الآيات الكريمة.
أولا:/
الآية: 12 من سورة فاطر{وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونه وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون
{وما يستوي البحرانْ} أي أنهم ليسوا على مستوى افقى واحد :
البحر الذي في المناطق الشمالية والمناطق القطبية ينقسم إلى بحرين فوق بعضهما البعض وما يستوي البحرانْ ,البحر المتجمد وهو ماؤه عذب فرات (هذا عذب فرات سائغ شرابه) والبحر السائل أسفله وقد زادت ملوحته(لذوبان الأملاح فيه التي انفصلت من الماء الذي تجمد) وأصبح ملحا أجاجا أي زادت ملوحته عما كانت عليه من قبل أن ينفصل الى بحرين (وهذا ملح أجاج) (ومن كل تأكلون لحما طريا) يخرج من البحار أنواع كثيرة من الأسماك و كذلك البحر من الجليد (والبحر المتجمد) عليه أنواع من الظباء وحيوانات تشبه الأبقار وأنواع من الغزلان التي تعيش في المناطق الباردة تصلح للأكل ونلاحظ في الآية الكريمة كلمة ومن كل تأكلون وهذا معناه أن الأنواع التي تأكل من البحر السائل تختلف عن الأنواع التي تأكل من على سطح البحر المتجمد كذلك الحلية التى تستخرج من البحر السائل مثل اللؤلؤ والمرجان تختلف عن التى تستخرج من البحر المتجمد مثل الفراء للثعالب والدببة وهذا من دقة التعبير للقرآن, وفى الآية الكريمة من سورة الرحمن ويَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤة وَالمَرْجَانُ نلاحظ الدقة في التعبير أيضا في كلمة منهما أي الذي يستخرج اللؤلؤ والمرجان في هذه المناطق أن وجدت لابد أن يعمل ثقب في سطح الثلج لينزل منه إلى سطح البحر السائل لأن القاع مشترك ومن على الجليد يستخرج الحلية التي يلبسونها وهى فراء تستخرج من جلود الثعالب القطبية وكذلك الدببة .
( وترى الفلك فيه مواخر) نلاحظ دقة القرآن فى التعبير ايضا, الفلك فيه ولم يقل فيهما أي أن الفلك تجرى في واحد فقط من البحرين ونجد أن الفلك تجرى في البحر السائل أو امتداده ولا تجرى على الجليد – الفلك تجرى في الأنهار كما تجرى في البحار- ( ويكون البحران اللذان تشير إليهما الآيات هما البحر المتجمد وتحته البحر السائل واللذان ينطبق عليهما ما جاء في الآية التالية من سورة فاطر12 وليس البحر والنهر, ({وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا )
ثانيا :/
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا
جاء في القاموس المحيط:/ و{مَرَجَ البَحْرَيْنِ}:،.
أصل المرج: الخلط، والمرج الاختلاط
.وجاء في مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني
وأمْرَجَهُما: خَلاَّهُما لا يَلْتَبِس أحدُهُما بالآخَرِ.
وجاء في النهاية في غريب الحديث للإمام ابن الأثير والمَرْج: الخَلْطُ
قبل أن نعود إلى تفسير الآية نوضح ظاهرة طبيعية أوجدها الله عز وجل في السوائل.
إذا خلطنا سائلين فيكون هناك نوعان من الخليط :
خليط متجانس أي يذوب السائلان في بعضها مثل خلط الماء والكحول
خليط غير متجانس أي ينفصل كل سائل عن الآخر مثل خلط الزيت بالماء فيطفو الزيت فوق الماء لأن كثافة الزيت اقل من كثافة الماء.ولا يمكن أن يختلطا.وهذه الخاصية هي التي تمنع اختلاط الجليد ( البحر العذب الفرات) بالماء السائل( البحر المالح الأجاج) لأن كثافة الثلج اقل من كثافة الماء السائل.
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) أي أن الله هو الذي خلط البحرين البحر الأعلى –المتجمد- عذب فرات والبحر الأسفل منه-السائل- ملح أجاج
وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) أي أن الله جل شأنه جعل بينهما (الجليد والماء) فاصل لا يختلط أي منهما بالآخر بسبب أن كثافة الجليد اقل من كثافة الماء فلا يمكن أن يوجد الجليد في قلب السائل والعكس صحيح.
الخلاصة :/
أن البحار التي في المناطق التي تنخفض فيها الحرارة إلى اقل من الصفر ويتحول البحر إلى بحرين أحدهما فوق الآخر"بحر من الجليد فوق بحر من السائل " ويفي هذا التفسير ما جاء في آيات الله تبارك وتعالى ولا يوجد فيه أي تعارض في تفاصيل الآيات والله أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين.
أهذا كلام بشر وهل كان رسول الله يعلم عن البحار المتجمدة في الشمال أي شئ هو أو صحابته أو أي من العرب عامة من الصحابة أو حتى أي واحد من العرب ؟
انتهى في يوم الاثنين 22/4/2007م الموافق 5من ربيع الآخر 1428هجرية
محمد إبراهيم عبد الغنى قطب
مصر
الاميل/emadkotob@yahoo.com
Mohamed_k47@hotmail.com
ليس بكلام بشر [مصححة لغويا]
مرج البحرين
حمداً لله الذي خلق الإنسان وعلمه ا لبيان ولولا أن علمه البيان ما استبان له أي شئ من آيات الله في كونه وأصلى وأسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله الذي أتانا باليقين من عند ربه عليه وعلى آله وأصحابه الكرام ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يقول الله في محكم آياته بسم الله الرحمن الرحيم " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا"الفرقان53
كما قال في سورة الرحمن. الآية: 19 - 23 {مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان، فبأي آلاء ربكما تكذبان، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، فبأي آلاء ربكما تكذبان}.
وفي سورة فاطر الآية: 12 {وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)
وفى سورة النمل 61{أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَْ}
نبدأ بعون الله فى عرض تفسير بعض من الأئمة السابقين رحمهم الله جميعا .
نبدأ بتفسير الجلالين /: الآية: 19 - 23 {مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان) ، فبأي آلاء ربكما تكذبان، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، فبأي آلاء ربكما تكذبان}.
تفسير الجلالين: وهو الذي مرج البحرين) أرسلهما متجاورين (هذا عذب فرات) شديد العذوبة (وهذا ملح أجاج) شديد الملوحة (وجعل بينهما برزخا) حاجزا لا يختلط أحدهما بالآخر (وحجرا محجورا) سترا ممنوعا به اختلاطهما
وفى تفسير ابن عباس { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أرسل البحرين العذب والمالح { يَلْتَقِيَانِ } لا يختلطان { بَيْنَهُمَا } بين العذب والمالح { بَرْزَخٌ } حاجز من الله { لاَّ يَبْغِيَانِ } لا يختلطان ولا يغير كل واحد منهما طعم صاحبه { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا } من المالح خاصة { الُّلؤْلُؤُ } ما كبر {وَالمَرْجَانُ } ما صغر منه { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ } السفن المنشآت المخلوقات المرفوعات { فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } كالجبال
وجاء في تفسير الطبري:/
: إن العذب والملح قد يلتقيان، فيكون العذب كاللقاح للملح، فنسب إليهما كما ينسب الولد إلى الذكر والأنثى وإن ولدته الأنثى، لذلك قيل: إنه لا يخرج اللؤلؤ إلا من وضع يلتقي فيه العذب والملح. وقيل: المرجان عظام اللؤلؤ وكباره، قال علي وابن عباس رضي الله عنهما. واللؤلؤ صغاره. وعنهما أيضا بالعكس: إن اللؤلؤ كبار اللؤلؤ والمرجان
يقول الشيخ الشعراوى في تفسير الآية53 من سورة الأعراف في معنى مرج البحرين أن ماء الأنهار تسير سيرا كما تشاء ملتوية ومتعرجة لأن الماء يشق مجراه في الأماكن السهلة وانظر إلى الماء في خليج السويس أو خليج المكسيك كأن الماء يسير على هواه ودون نظام فلا يشكل شكلا مستطيلا أو مربعا أو دائرة
وفى تفسيره(وجعل بينهم برزخا وحجرا محجورا) قال البرزخ شئ بين شيئين واصل كلمة برزخ :اليابسة التي تفصل بين ماءين (وحجرا محجورا) الحجر هو المانع الذي يمنع من اختلاط الماءين, كما جاء في قوله تعالى (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة) ويكون الماءان للبحار والأنهار تتعايشان تعايشا سلميا لا يبغى احدهما على الآخر رغم تلاقيهما
وفى تفسير الدكتور زغلول النجار
:/ذكر أن البحرين يعنى نهر وبحر بحجة أن العرب كانوا يطلقون لفظ البحر على النهر .وجاء ما نصه(يطلق لفظ "البحر " فى اللغة العربية على كل من النهر ذي الماء العذب والبحر ذي الماء المالح).
ونقول وبالله التوفيق:
مما سبق نجد أن جميع المفسرين اشتركوا في المعنى بالبحرين في الآيات محل البحث يعنى البحر والنهر وكل اجتهد حسب علمه ليثبت ذلك جزاهم الله خيرا .
ويؤخذ على هذه التفاسير مايلي
أن الله جل شأنه ذكر الأنهار في القرآن كما ذكر البحار."
ذكرت كلمة (الأنهار) 43 مرة أما كلمة (البحرين)ذكرت 4 مرات وكلمة (البحر) ذكرت22 مرة " أي أن كلمة الأنهار ذكرت أكثر من كلمة (البحر) و(البحرين) مجتمعة. إذن أن الله ذكر كلا من البحار والأنهار في القرآن الكريم فإذا قال الله في القرآن بحرين فهو يعنى بحرين وليس بحرا ونهرا وتأكيدا نذكر بعض الآيات التي جاءت بها كلمة "الأنهار"
{وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار)....الآيةالبقرة25
وذكرت كلمة" نهر" في: الآية: 249 من سورة البقرة {فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني}..... الآية.
أو كما جاء في حديث للرسول العظيم في بيانه لزكاة الزروع روى أبو داود عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان بعلا العشر، وفيما سقي بالسواقي أو النضج نصف العشر وكذلك إن كان يشرب سيحا فيه العشر".
وجاء في تعريف ابن عباس للربوة " وقال ابن عباس: الربوة المكان المرتفع الذي لا تجري فيه الأنهار" على أن ألعرب كانوا يذكرون الأنهار ويعرفون ما هي ويذكرون البحار ويعرفون كذلك ماهي ويفرقون بينهما.
ومن الآيات التي ذكر فيها البحر:
البقرة 50 ( وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون).
ونؤكد كذلك بهذه الحقائق التي لا تغيب عن العلماء في عصرنا.
أولا:/أن الله ذكر في الآيات السابقة أن (البحرين) ولم يذكر البحر والنهر وكما أشرت أن كلمة "نهر " جاءت في القرآن أكثر من كلمة "بحر وبحرين" مجتمعتين
ثانيا :/قد جاء في الآية: 12 من سورة فاطر{وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون }العذب الفرات يؤكد أنه ليس المقصود هو النهر لان ماء النهر يطلق عليه ماء عذب أما العذب الفرات فهو اكثر عذوبة مثل الماء المتجمد (الثلج) كذلك ملح أجاج يكون اكثر ملوحة من ماء البحر العادي
"وما يستوي البحران" أي أن البحرين ليسا في مستوى أفقي واحد ويكون الحاجز بينهما رأسيا ولكن قد يكون مستوى أحدهما فوق مستوى الآخر ويكون الحاجز بينهما أفقيا.
ثالثا:/هناك ظاهرة علمية مؤكدة هي ظاهرة(الانتشار الغشائي) مفادها أن الماء العذب (الأقل)تركيز ينتقل إلى الماء المالح (الأعلى) تركيز إذا كانا متجاورين حتى لو كان بينهما حاجز طبيعيا مثل الرواسب أو غيرها ( ما عدا الفواصل الصناعية التي يصنعها الإنسان لهذا الغرض أو حاجز من الصخور النارية) وهذه الظاهرة التي أوجدها الله عز وجل هي التي تعمل على دخول الماء إلى جذور النباتات من التربة ومنها النخيل وجميع الأشجار رغم ارتفاعها .
رابعا: تطبيقا لهذه الظاهرة" الانتشار الغشائي" التي أوجدها الله تبارك وتعالى نجد أن ماء النهر العذب لابد أن ينتشر (يبغي) على ماء البحر المالح حتى ولو كانت الحواجز بينهما (ظاهرة الانتشار الغشائي) رغم أن الله جل شأنه قال في سورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان" [الرحمن: 19-20].
خامسا:/ جاء في سورة الرحمن({ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ) و { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤة وَالمَرْجَانُ }.
أ: البرزخ هو الحاجز الذي لا يمكن الإفلات منه لأي من ماء البحرين لأنه حاجز كما قال الله تعالى فى سورة النمل 61 (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا)
ب: و { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤة وَالمَرْجَانُ }.
نعرف أن اللؤلؤ والمرجان يخرجا من البحار فقط أما الأنهار فلا يخرج منها اللؤلؤ ولا المرجان ومن ذلك نستدل أن المقصود في الآيات التي نناقشها هي بحرين فقط وليس بحرا ونهرا وقول الله تبارك وتعالى فى سورة الرحمن 22 ويَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤة وَالمَرْجَانُ. أي إن اللؤلؤ والمجان يخرج منهما بعملية واحده.
سادسا:/في الآية (12 من سورة فاطر{وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونه وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون.
نتأمل فى الآية الكريمة ما يلى:/
$ كلمة "وتستخرجون حلية تلبسونها" اى كل منهما نستخرج منه حلية نلبسها ,هذا من البحار أما الأنهار فلا يستخرج منها اى من الحلي تصلح لباسا .
$ كلمة(وترى الفلك فيه مواخر) لم يقل فيهما رغم الأنهار تجرى فيها الفلك ولكن قال "فيه"مفردا, أي أن بحرا واحدا منهما هو الذي يصلح لتجرى فيه الفلك أما الأنهار تجرى فيها الفلك وبهذا تكون الأنهار ليست هي المقصودة في هذه الآية الكريمة.
$ (وهذا ملح أجاج ) أي البحر المقصود تزيد درجة ملوحته عن البحور الأخرى في مناطق المجاورة والمناطق الأخرى
من المعطيات التي سقناها سابقا.
أرى" والله اعلم" أن الله تعالى عندما ذكر البحرين ,هما بحران فعلا وليسا بحرا ونهرا في الآيات السابقة ---كما جاء في التفاسير -- والتي نحاول تفسيرها للأسباب الآتية .
نعود إلى الظواهر الطبيعية التي أوجدها الله تبارك وتعالى في الكون.
الماء هو السائل الوحيد الذي إذا تم تبريده اقل من درجة4 م حتى درجة التجمد فان حجمه يزيد وتقل كثافته مما يجعل الجليد(الثلج وهو الحالة الصلبة للماء) يطفو فوق سطح الماء, وعلى هذا نرى أن البحار التي في الشمال من الكرة الأرضية والتي توجد في مناطق تقل درجة حرارة الجو فيها إلى اقل من 40 تحت الصفر ويتجمد سطح البحر ويطفوا الجليد فوق السطح ويعزل باقي ماء البحر عن الجو فيظل الماء أسفل الجليد في حالته السائلة لتحيى فيه الأحياء التي خلقها الله فئ البحر ولو لم يطفو الجليد فوق سطح البحر لتجمد الماء في البحر من القاع إلى السطح الموجودة في المناطق التي تقل فيها درجات الحرارة إلى اقل من الصفر وتموت جميع الأحياء البحرية في هذه المناطق(سبحان الله) ولكي ينقسم البحر إلى بحرين بحر متجمد فوق سطح بحر السائل .
كذلك من الظواهر الطبيعية التي أوجدها الله عز وجل كذلك أن الماء المالح إذا تجمد تنفصل الأملاح الذائبة فيه لتذوب في باقي الماء الموجود في أسفل الجليد ويكون الجليد عذبا فراتا وتزيد ملوحة ماء ألبحرعما كانت عليه ويصبح ماء ألبحر أجاجا كما جاء في الآية 12 من سورة فاطر.
لنتدبر الآيات الكريمة.
أولا:/
الآية: 12 من سورة فاطر{وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونه وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون
{وما يستوي البحرانْ} أي أنهم ليسوا على مستوى افقى واحد :
البحر الذي في المناطق الشمالية والمناطق القطبية ينقسم إلى بحرين فوق بعضهما البعض وما يستوي البحرانْ ,البحر المتجمد وهو ماؤه عذب فرات (هذا عذب فرات سائغ شرابه) والبحر السائل أسفله وقد زادت ملوحته(لذوبان الأملاح فيه التي انفصلت من الماء الذي تجمد) وأصبح ملحا أجاجا أي زادت ملوحته عما كانت عليه من قبل أن ينفصل الى بحرين (وهذا ملح أجاج) (ومن كل تأكلون لحما طريا) يخرج من البحار أنواع كثيرة من الأسماك و كذلك البحر من الجليد (والبحر المتجمد) عليه أنواع من الظباء وحيوانات تشبه الأبقار وأنواع من الغزلان التي تعيش في المناطق الباردة تصلح للأكل ونلاحظ في الآية الكريمة كلمة ومن كل تأكلون وهذا معناه أن الأنواع التي تأكل من البحر السائل تختلف عن الأنواع التي تأكل من على سطح البحر المتجمد كذلك الحلية التى تستخرج من البحر السائل مثل اللؤلؤ والمرجان تختلف عن التى تستخرج من البحر المتجمد مثل الفراء للثعالب والدببة وهذا من دقة التعبير للقرآن, وفى الآية الكريمة من سورة الرحمن ويَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤة وَالمَرْجَانُ نلاحظ الدقة في التعبير أيضا في كلمة منهما أي الذي يستخرج اللؤلؤ والمرجان في هذه المناطق أن وجدت لابد أن يعمل ثقب في سطح الثلج لينزل منه إلى سطح البحر السائل لأن القاع مشترك ومن على الجليد يستخرج الحلية التي يلبسونها وهى فراء تستخرج من جلود الثعالب القطبية وكذلك الدببة .
( وترى الفلك فيه مواخر) نلاحظ دقة القرآن فى التعبير ايضا, الفلك فيه ولم يقل فيهما أي أن الفلك تجرى في واحد فقط من البحرين ونجد أن الفلك تجرى في البحر السائل أو امتداده ولا تجرى على الجليد – الفلك تجرى في الأنهار كما تجرى في البحار- ( ويكون البحران اللذان تشير إليهما الآيات هما البحر المتجمد وتحته البحر السائل واللذان ينطبق عليهما ما جاء في الآية التالية من سورة فاطر12 وليس البحر والنهر, ({وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا )
ثانيا :/
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا
جاء في القاموس المحيط:/ و{مَرَجَ البَحْرَيْنِ}:،.
أصل المرج: الخلط، والمرج الاختلاط
.وجاء في مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني
وأمْرَجَهُما: خَلاَّهُما لا يَلْتَبِس أحدُهُما بالآخَرِ.
وجاء في النهاية في غريب الحديث للإمام ابن الأثير والمَرْج: الخَلْطُ
قبل أن نعود إلى تفسير الآية نوضح ظاهرة طبيعية أوجدها الله عز وجل في السوائل.
إذا خلطنا سائلين فيكون هناك نوعان من الخليط :
خليط متجانس أي يذوب السائلان في بعضها مثل خلط الماء والكحول
خليط غير متجانس أي ينفصل كل سائل عن الآخر مثل خلط الزيت بالماء فيطفو الزيت فوق الماء لأن كثافة الزيت اقل من كثافة الماء.ولا يمكن أن يختلطا.وهذه الخاصية هي التي تمنع اختلاط الجليد ( البحر العذب الفرات) بالماء السائل( البحر المالح الأجاج) لأن كثافة الثلج اقل من كثافة الماء السائل.
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) أي أن الله هو الذي خلط البحرين البحر الأعلى –المتجمد- عذب فرات والبحر الأسفل منه-السائل- ملح أجاج
وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) أي أن الله جل شأنه جعل بينهما (الجليد والماء) فاصل لا يختلط أي منهما بالآخر بسبب أن كثافة الجليد اقل من كثافة الماء فلا يمكن أن يوجد الجليد في قلب السائل والعكس صحيح.
الخلاصة :/
أن البحار التي في المناطق التي تنخفض فيها الحرارة إلى اقل من الصفر ويتحول البحر إلى بحرين أحدهما فوق الآخر"بحر من الجليد فوق بحر من السائل " ويفي هذا التفسير ما جاء في آيات الله تبارك وتعالى ولا يوجد فيه أي تعارض في تفاصيل الآيات والله أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين.
أهذا كلام بشر وهل كان رسول الله يعلم عن البحار المتجمدة في الشمال أي شئ هو أو صحابته أو أي من العرب عامة من الصحابة أو حتى أي واحد من العرب ؟
انتهى في يوم الاثنين 22/4/2007م الموافق 5من ربيع الآخر 1428هجرية
محمد إبراهيم عبد الغنى قطب
مصر
الاميل/emadkotob@yahoo.com
Mohamed_k47@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق