الأربعاء، أكتوبر 22، 2008

الصلب والفداء عند النصارى

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلب والفداء
الحمد لله الذي انزل القرآن تبيانا لكل شئ والصلاة والسلام على سيدنا وسيد ولد آدم اجمعين عليه وعلى آله وصحبه الكرام ومن اتبعه باحسان الى يوم الدين.
هذه بعض من تساؤلات حول عقيدة الصلب والفداء المسيحية
بنيت العقيد المسيحية على موضوع الصلب والفداء والذي يزعم النصارى أن آدم اخطأ أمام الله في أكله من الشجرة التي حرمها عليه وبذلك يكون آدم اخطأ أمام الله والله غير محدود وورث أبناء آدم الخطية من أبيهم آدم والله يريد أن يرحم آدم من عقاب الذنب وهو موتا يموت فأرسل ابنه الوحيد وهو الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس عند النصارى ليصلب ويموت على الصليب بدلا من آدم . وهذا هو أصل العقيدة المسيحية وبدون هذا المعتقد تنتهي المسيحية .

هذه مجموعة من التساؤلات أوجهها لزملائي المسيحيين المؤمنين بعقيدة الصلب والفداء :
أولاً : بما أنكم تـقرون بأن الله قدوس كل القداسة ، وان قداسته المطلقة لا تـقبل أي خطية ، فكيف إذن آمنتم بتجسده وتعليقه على صليب اللعنه، إذ أنه مكتوب عندكم فى كتابكم المقدس : " مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَة " غل 3 : 13 ، فأي خطايا أعظم من هذه في حق المقام الإلهي السامي كلي القداسة؟
أم أن قداسته المطلقة جعلته يعالج الخطيئة الأولى بخطيئة أخرى في حقه؟!
ومن جهة أخرى فإنكم تدعون بأن الخطيئة الساكنة في الإنسان تحول بينه وبين الله ؛ لأن الله قدوس كلي القداسة .. إذن أين كانت قداسته عندما أرسل الأنبياء وكلمهم وأعانهم على أعدائهم ورفع إليه منهم أخنوخ الذي يقول عنه كتابكم : " وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ ". ( تك 5 : 24 ) وأصعد إيليا الي السماء كما في الملوك الثاني 2 : 11 ... وإلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة جداً، فلماذا لم تحل طبيعة الخطيئة فيهم بينهم وبين الله؟!
ثانياً : ما الحكمة العظمى التي من اجلها يظل البشر متحملين خطيئة آدم حتى يأتي الإله يسوع في آخر الزمان ليكون قرباناً وبين المسيح وآدم عليهما السلام أنبياء ورسل وأجيال لا حصر لها؟ لماذا لم يأتي المسيح إلى الأرض بعد خطيئة آدم وطرده من الجنة مباشرة، كي يقوم بمحو الخطيئة ثم يكون بعد ذلك أجيال لبني آدم بدون ذنب أو خطيئة؟ أم أن محبة الإله ورحمته اقتضت أن يترك الإنسانية تتوالد تحت ناموس اللعنة والخطية وان يعم الفساد وينتشر؟
ثالثاً : هل كان آدم معصوماً قبل الخطيئة؟ إذا كانت الإجابة نعم فكيف أخطأ؟ وإذا كانت الإجابة بلا ، فما الفرق بين آدم وأي شخص مولود؟!
لقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم - عليه السلام - بطبيعة قابلة للخطأ ، بدليل أن الله بعد أن خلقه حذره من الوقوع في الخطأ والأكل من الشجرة. أن طبيعة قابلية الوقوع في الخطأ وحرية الاختيار هي طبيعة مخلوقة مع كل إنسان ولا دخل لآدم فيها. إن الخالق سبحانه وتعالى جعل النفس البشرية قابلة للخير والشر وقادرة على كليهما. والإسلام يعترف بالجبلة البشرية التي خلق الله الإنسان عليها فهو مستعد للخير والشر، مدرك لهما، ولذا فهو مكلف بفعل الخير وبالامتناع عن الشر، ومحاسب على ذلك.
رابعاً : في سفر العدد 16 : 22 موسى وهارون يقولان لله : " اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟ ". ( ترجمة فاندايك )
أليس من حقي أنا أيضاً أن أقول : اللهم إله أرواح جميع البشر هل يخطىء آدم فتسخط على كل البشر؟
خامساً: في سفر التثنية 24 : 16 : " لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ ".
هل غش الله خلقه - والعياذ بالله - وأوهمهم أنه لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء ، ثم فاجئهم أنهم لا يحملون خطأ أبيهم بل خطأ أول رجل وإمراة خلقا؟!
سادساً : في سفر أخبار الأيام الثاني 7 : 14 : " فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ ".
أليس هذا هو قانون الله الذي يقبله العقل وترتاح إليه النفس ؟ فلماذا انكرتموه وأمنم بالصلب والفداء ؟
سابعاً : في سفر أعمال الرسل [10 : 34 – 35 ] : " فَفَتَحَ بُطْرُسُ فَهُ وَقَالَ : بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ ".
ألا يعني هذا النص أن قبولكم عند الله لا يتقيد بالصلب والفداء بل بالإيمان بالله وتقواه. بالإيمان بالله وحده والعمل الصالح.
ثامناً: يقول بولس في رسالته إلى العبرانيين [ 9 : 22 ] : " وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! ". ( ترجمة فاندايك )
لاحظ أخي القارئ عبارة : " وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! ". ألا يعتبر هذا حكماً تعسفياً متعطشاً إلى الدماء؟ وعلى العكس من كلام بولس نجد أن الكتاب المقدس يورد العديد من الآيات التي تقول أن الله يفضل التوبة و الندم، لا الكافرات و المحرقات للتكفير عن الخطايا ، كما في سفر صموئيل الأول 15 : 22 : " فَقَالَ صَمُوئِيلُ : هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ ". وميخا 6 : 6-8 و مزمور 51 : 16 –17 و مزمور 40 : 6 و إرمياء 7 : 21 و هوشع 6 : 6 و هوشع 14 : 1-3 و مزمور 69 : 30 –31 الخ .
تاسعاً: تقول الكنيسة ان صلب المسيح هو كفارة لمن آمن فقط بصلبه . إذن كيف سينال الذين عاشوا قبل المسيح الكفارة ؟ وهل سيطالب الله الذي عاشوا بعد المسيح بالايمان بالصلب ولا يطالب الذين قبله؟!
عاشراً : أخبرونا لو لم يتب آدم عليه السلام ولقي الله بخطيئته ، هل كان صلب المسيح يؤدي إلى خلاصه ؟!
فإن قالوا : لا ، أحالوا الخلاص إلى التوبة دون صلب المسيح.
وإن قالوا : نعم في دم المسيح خلاص لآدم ، وإن لم يتب ، فقد أخلوا التوبة عن الفائدة ، ولزم أن يكون كل فاجر فاسق قاتل ظالم مستبد ، مات قبل المسيح ولم يتب ، قد نال الخلاص بموت المسيح !!! فتأمل
الحادي عشر : تؤمنون بعدل الله وأنه إله عادل ، وقد ذكر كتابكم المقدس العقاب الذي شمل آدم وحواء والحية بعد قصة السقوط وهذا العقاب قد شملهم بالآتي :
( 1 ) أوجاع الحمل والولادة لحواء وعقاب الاشتياق منها للرجل : " تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ ". [ تكوين 3 : 16 ]
( 2 ) دوام العداوة بين نسل المرأة والحية : " وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا " . [ تكوين 3 : 15 ]
( 3 ) لعنة التربة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته على الأرض : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ ". [ تكوين 3 : 17 - 19 ]
( 4 ) عقوبة الرب للحية التي أغوت حواء بأن جعلها تسعى على بطنها : " لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ " . [ تكوين 3 : 14 ]
والسؤال هو : بما أن الله عادل وقد صالحكم بصلب المسيح المزعوم ، فلماذا لم تنتهي هذه العقوبات؟ ولماذا ما زالت المرأة المسيحية تصاب بأوجاع الحمل والولادة حتى ان البعض منهن يستخدمن المخدر من شدة الألم ، ولماذا عقاب الاشتياق ما زال موجوداً منها ومن الرجل ؟ ولماذا لم تنتهي العداوة بين نسل المرأة والحية ؟ ولماذا يأكل المسيحيون المؤمنون من عرق جبينهم طوال حياتهم ، ولماذا ما زالت الحية تسعى على بطنها ؟
فإذا كانت قصة الخلاص المسيحية هي حقيقة وأن الله قد صالحكم بموت المسيح على الصليب، فلماذا ما تزال هذه العقوبات قائمة؟! وهل من عدل الله أن يبقي هذه العقوبات عليكم بعد ان خلصكم المسيح وصالحكم مع الله؟
من جهة أخرى نلاحظ بأن الارض قد لعنت بسبب خطيئة آدم : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ ". [ تكوين 3 : 17 - 19 ] وأنا أسأل ما ذنب الارض فيما فعل آدم؟ لماذا لعن الارض مع أن آدم هو الذى أخطأ ؟
هل الارض من ذرية آدم؟ أم ان الرب غضب لدرجة أنه لعن كل شىء؟
ونلاحظ أيضاً عقوبة أوجاع الحمل والولادة لحواء وعقاب الاشتياق منها للرجل : " تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ ". [ تكوين 3 : 16 ] والسؤال : هل ألم الولادة عقاب؟ إن جميع إناث الحيوانات تلد وتتألم أثناء الولادة. فهل ولادة البقرة مثلاً وهي تتألم هو عقاب لها أم من وظائفها الطبيعية؟
ثم هل اشتياق المرأة للرجل عقاب لها؟! كيف؟ والرجل يشتاق للمرأة ، فهل هذا عقاب له أيضاً ؟! إن الاشتياق فطرة فطر الله عليها الناس حتى تتكون الأسرة ويحصل الود والحب ويحفظ النسل، وليس عقاباً كما يقول كاتب سفر التكوين ..... إن هذه النصوص ليس لها أدنى نصيب من المعقولية أو المقبولية .....
الثاني عشر : بمقتضى الإيمان المسيحي فإن الله - والعياذ بالله - صلب الله لكي يرضي الله ! فأين العقل في ذلك ؟
الثالث عشر : هل من الرحمة أن يُسلم الأب ابنه للصلب دون أن يقترف إثماً أو جريمة ما تستحق هذه العقوبة ؟ وما الفائدة التربوية التى نتعلمها من مثل هذا التصرُّف؟ فما بالك إذا كان الآخر ابن الإله ؟ وكيف يثق خلقه به إذا كان قد ضحى بالبار البريء من أجل غفران خطيئة مذنب آخر ؟ هل يُعجبه أن يصفه أحد خلقه بالقسوة وعدم الرحمة ؟ : " اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ ". رومية 8 : 31-32 .
ولو كان الصلب والفداء لغفران خطيئة آدم وحواء – فكيف يكفر عن خطيئة الشيطان ؟ وهل سيضطر إلى النزول مرة أخرى ليصلب عن الشياطين؟ أليست خطيئة الشيطان أعظم وأجل ؟ وهل يعقل أن تكون قوانين الأمم المتحضرة اليوم أعدل من قانون الله ، حيث إنها لا تحاسب الإنسان على فعل غيره ولو كان ابنه أو أباه؟ كيف تكون عملية الصلب والقتل وإسالة دم البريْ رحمة وهبة للبشرية؟
الرابع عشر : لقد ادعى بولس مؤسس المسيحية بأن أجرة الخطية الموت ، فإذا كانت أجرة الخطية الموت فلماذا لم يمت إبليس المتسبب الرئيسي للخطية والذي هو صاحب كل خطية في العالم ؟ نريد إجابة مقنعة بحسب عدل الله الذي تدعونه .
الخامس عشر : يقول لوقا في 23 : 48 : " وَكُلُّ الْجُمُوعِ الَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِهَذَا الْمَنْظَرِ لَمَّا أَبْصَرُوا مَا كَانَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ " . ( ترجمة فاندايك ). لماذا حزن تلاميذه والمؤمنون لو كانوا قد علموا بفرية الفداء والصلب ؟ ألم تكن هذه الحادثة مدعاة إلى سرور الناس جميعاً ؟
السادس عشر : أين هو الصليب الذي تعلق عليه إلهكم ؟ ماذا حدث له ؟
السابع عشر : إذا كان إلهكم يسوع قد نزل إلى الأرض كي يفدي بني البشر ويصلب ويقتل من أجلكم فمعنى ذلك أنكم عنده أغلى من نفسه !
وإذا كان كذلك وهو يحبكم حباً عظيماً فلماذا بعد ما غفر لكم وصعد إلى السماء وجلس على عرشه يرسل عليكم الصواعق والزلازل والأعاصير فيعذبكم بها ومنكم من يموت ومنكم من يظل إما معذباً وإما مهاناً؟
الثامن عشر : إذا كانت ذنوبكم قد غفرت وتم فدائكم فلماذا إذاً نشاهد كراسي الاعتراف في الكنائس القبطية والكاثوليكية وغيرها ؟
التاسع عشر : يوحنا 3 : 16 : " لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ ". نلاحظ هنا ما يلي :
لماذا بذل الله ابنه الوحيد ؟ لأنه يحب العالم . وهل الذي يحب العالم لا يحب ابنه الوحيد ؟!! كيف يحب الله العالم ولايحب ابنه ؟!! وهل الذي يحب العالم يقتل ابنه الوحيد ؟!! كيف نثق بإله لم يشفق على ابنه من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟ كما يقول بولس في رومية 8 : 32 : " اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ " لقد نسب بولس إلى الله عدم الشفقة ، أي القسوة . ألا توجد طريقة أخرى عند إله المحبة بدلاً من قتل ابنه المزعوم لإنقاذ غيره ؟!! هل اقتضت رحمته ألا يُعالج هذه الجريمة إلا بجريمة أبشع منها ؟ فقد أرسل ابنه البريء، ليُصْلَب !!
ما رأي المدافعين عن حقوق الأولاد ؟
أليس هذا ما يسميه الغرب النصراني CHILD ABUSE ؟!
العشرون : جاء في سفر التكوين 3 : 21 : " وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا ".
الرب بنفسه صنع لهما هذه الأقمصة !!
ألا يدل ذلك على غفران الله لذنبهما ؟
فلو لم يغفر لهما لتركهما يصطادا ويعالجا الجلد ثم يصنعان لأنفسهما هذه الأقمصة ، إمعانا في إجهادهما وتنفيذاً لوعيده لهما بأن يشقيا في الأرض :
" وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَا قُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ. وَقَالَ لآدَمَ: لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ " . تكوين [ 3: 16-19 ]
الحادي والعشرون : ألم يأمر الرب في سفر الخروج [ 15 : 32 _ 36 ] بالعقاب الفوري لمن خالف تعاليمه ، ولم يعظم السبت ؟
فإذا كان هذا حاله مع عباده ، فما الذى غير حاله مع آدم ولم يعاقبه من فوره ؟ وإن كان ما فعله مع آدم هو المألوف ، فلماذا تعجَّلَ بقتل هذا الرجل الذى خالف السبت ، ولم ينتظر حتى يجىء هو نفسه ليُصلَب ؟ " َلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ. فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى ".
الثاني والعشرون : سُئلَ عيسى عليه السلام : " وَإِذَا شَابٌّ يَتَقَدَّمُ إِلَيْهِ وَيَسْأَلُ: أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لأَحْصُلَ عَلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ؟ فَأَجَابَهُ : لِمَاذَا تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّالِحِ؟ وَاحِدٌ هُوَ الصَّالِحُ. وَلكِنْ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ، فَاعْمَلْ بِالْوَصَايَا. فَسَأَلَ: أَيَّةِ وَصَايَا؟ أَجَابَهُ يَسُوعُ: لاَ تَقْتُلْ؛ لاَ تَزْنِ؛ لاَ تَسْرِقْ؛ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ؛ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ؛ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ..." [ متى 19 : 16 ] ، [ لوقا 18 : 18 ]
ماذا قال المسيح للسائل ؟
هل قال له : تؤمن بعقيدة الصلب والفداء؟ لا ، قال له تشهد أنه واحد فقط هو الإله الصالح (أي توحِّد الله) ثم تأتى بالأعمال الصالحة.
إلا أن بولس ناقض هذا الكلام فقال :
" إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَيَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا " . غلاطية [ 2: 16 ]
" فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً ". عبرانيين [ 7: 18-19 ]
الثالث والعشرون : سئل عيسى عليه السلام : " يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ ". [متى 22 : 36-40]
فلماذا لم يَقُل إنه عليك أن تؤمن بعقيدة الصلب والفداء؟ وأين عقيدة الفداء والصلب هنا؟ ولماذا الفداء هنا؟ وأين هذا من أقوال بولس المذكورة أعلاه؟
الرابع والعشرون : لوقا 6 : 36 المسيح يقول لتلامذته : " فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ ". لك أن تتخيل أن نصارى العالم يرون في قتل الأب لابنه رحمة وغفران؟
الخامس والعشرون : يقول بولس : " وآدم لم يُغْوَ لكن المرأة أُغْوِيَت فَحَصَلَت في التعدى ". [ تيموثاوس الأولى 2: 14 ]
إذا كانت حواء هي المتهمة الأولى فى القضية ، فلماذا لم ينزل الله على صورة امرأة لفداء البشرية من خطيئة المرأة؟
السادس والعشرون : جاء عن المسيح في مرقس [ 10 : 13 _ 16 ] : " وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ ".
وجاء عنه في لوقا [ 9 : 47 ] : " فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ وَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ عِنْدَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبِلَ هَذَا الْوَلَدَ بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأَنَّ الأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعاً هُوَ يَكُونُ عَظِيما ".
لقد حكم المسيح على الأطفال بالبراءة وأكد خلوهم من فرية الخطيئة الأزلية. فأين عقيدة الصلب وسفك الدماء والفداء هنا؟
ها هي براءة الأطفال التي أقر بها عيسى عليه السلام من خطيئة آدم وحواء منذ صغرهم. فلماذا الصلب وما أهمية الفداء؟
السابع والعشرون : مما يُكذِّب قصة القيامة من الأموات قول بولس : " وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ ". [ كورنثوس الأولى 15: 20 ] إذا ما قابلناه بقول متى:
" وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ ". [ متى 27: 52 ] فالروايتان متضاربتان حيث تدعى رسالة بولس أن عيسى هو أول من انشقت عنه الأرض، بينما يقول متى إنه أوحى إليه عكس ذلك فقد قامت عنده أجساد القديسين الراقدين.
وفى نص متى هذا يؤكد أنه كان هناك قديسين وهذا قبل أن يقوم إلهكم من الأموات ويدخل جهنم لثلاثة أيام ليفتدى البشرية.
الثامن والعشرون : لقد شهد إلهكم قبل أن يموت على الصليب ويفدى البشرية من خطيئة أدم أن تلاميذه من الأطهار باسثناء واحد منهم : " قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ ". [ يوحنا 13: 9-10 ] ألا يكذب هذا بدعة الصلب والفداء ؟
التاسع والعشرون : تكلم الله قائلاً: " أَنَا إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ." [ مرقس 12: 26 ]
فإذا كان إبراهيم واسحق ويعقوب من الأحياء (الأبرار) فكيف تُفهَم نظرية الصلب والفداء مع وجود الأخيار؟ أى لم تكن هناك خطية أزلية!! وليس هناك داعٍ لأن ينزل إلاهكم ليصلب ويموت؟
الثلاثون : تأمل إلى قول الذين عاصروا المسيح وسمعوا لقول بولس بقيامة المسيح من الأموات! انظر إلى سخرية معاصريه من كلامه كله: " وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً! ". [ أعمال الرسل 17: 32 ]
الحادي والثلاثون : يمثل صلب المسيح الركن الأساسي في عقيدة النصرانية، وتزعمون أنه سبب مجيء عيسى عليه السلام لحل مشكلة الخطيئة الأصلية والفداء.
هل قال المسيح لأحد من تلاميذه ، أو غيرهم، إنه جاء إلى الدنيا من أجل الخطيئة الأزلية لأبوهم آدم ، هل ذكر المسيح خطية آدم على لسانه أم جاءت على لسان بولس الذي غير دين المسيح؟
أين نجد ذلك في الأناجيل الأربعة ؟
وكيف غاب عن المسيح أن يبشر بالسبب الرئيسي لمجيئه؟
الثاني والثلاثون : هل كان الأنبياء العظام السابقين، مدنسين بسبب خطيئة أبيهم آدم؟ هل كان الله غاضباً عليهم؟ وكيف اختارهم لهداية البشر إذاً ؟ إن كانت الخطيئة الساكنة في الإنسان تحول بينه وبين الله كما ذكرنا ؛ لأن الله قدوس فأين كانت قداسته عندما أرسل الأنبياء وكلم موسى وأعان داود وسليمان على أعدائهما؟! لماذا لم تحل طبيعة الخطيئة فيهم بينهم وبين الله ؟!!
الثالث والثلاثون : لماذا لا يكون ناسون المسيح قد ورث الخطيئة من أمه مريم كما ورثها سائر البشر؟ هل طهر الله مريم من الخطيئة حتى لا يرثها المسيح؟ إذن فلماذا لا يطهر جميع البشر كما طهر مريم ؟
الرابع والثلاثون : إذا قيل أن الله لم يتعذب على الصليب ، بل الذي تعذب هو ناسون المسيح ، قلنا إما أن يكون ناسون المسيح جزءاً من الله فيكون العذاب قد وقع على الله ، وهو غير جائز عقلاً ، أو أن يكون ناسون المسيح جزءاً من آدم كسائر البشر الذي توالد منه ، فيكون آدم قد فدى يبعضه ، وأن يفدي الناس بأحد منهم يبطل عقيدة الفداء والصلب ، ولا يكون هناك معنى لنزول الله ، إذ أن عقيدة المسيحيين لا تنص على كون الله انتقم من الناس في شخص أحدهم ، أو قبل فداء واحد منهم عن الآخرين . وإما أن يكون العذاب قد وقع على ناسون المسيح ولا هوته ، ولا يخرج حكم ذلك عما قدمنا ، فثبت بذلك بطلان جواز دعوى الفداء .
الخامس والثلاثون : إذا كانت الكفارة بصلب المسيح لأجل معصية آدم، فإن جميع البشر لابد أن يستفيدوا من هذه الكفارة بصفتهم أبناء آدم الذي نزل المسيح ليصلب ويكفر عنهم خطيئة أبيهم، دون شرط اعتقاد عقيدة الصلب؛ لأن الاستفادة من الكفارة ليس باعتقادها ولكن بمجرد حدوثها، وبصفات البنوة لآدم تكون الاستفادة من الكفارة، وبذلك يسقط شرط اعتقاد عقيدة الصلب لتحقيق الكفارة.
وهذه المسألة من أخطر مسائل الخلاف عند المسيحيين، إذ يعتقد بعضهم أن الصلب كفارة عن الجميع بصفتهم أبناء آدم، ويستند على قول بولس: " فإذًا كما بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا بِبِرٍّ واحدٍ صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة ". [رو 5: 18] فقالوا: إن معنى هذا هو كما أن جميع الناس يُدانون بمعصية آدم كذلك جميع الناس يتبررون ببر المسيح. وهكذا فسروا قوله: " كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع". [1كو 15: 22]
وللرد يقول البعض الآخر منهم: (لابد من تقييد معنى «جميع» في هذين النصين، فإن جميع الذين يموتون هم الذين في آدم، وجميع الذين يحيون هم الذين في المسيح) [اللاهوت النظامي].
ولم يقل لنا: لماذا هذا التفريق بين الذين يموتون والذين يحيون، ولا على أي أساس قام..؟!
والمسألة بمنتهى البساطة -بحسب قولهم - أننا ورثنا خطيئة آدم - وبحسب قولهم أيضًا - أن المسيح نزل وكفَّر هذه الخطيئة؛ وبذلك يكون كل إنسان وارث للخطيئة ووارث لكفارة الخطيئة، فلا يلزم اعتقاد الصلب للاستفادة من كفارة الخطيئة.
ثم يقولون: إن البشر اشتركوا في خطية آدم؛ لأنهم كانوا فيه حقيقةً، وأرادوا! وفعلوا كل ما أراد هو وفعل، وسُمِّي هذا المذهب بمذهب «الجوهر العام» لأنه يعتقد أن كل البشر جوهر واحد، وأن كل فرد منهم هو جزء من ذلك الجوهر البشري العام، يشترك مع جميع الأفراد في حياة واحدة. وبموجب هذا الرأي تكون خطيئة آدم خطيئتنا نحن أيضًا؛ لأننا ارتكبناها بالفعل! وقد حُسِبت علينا باعتبارها خطيئتنا، لا باعتبارها خطية آدم فقط!!
ولكنهم لم يسألوا أنفسهم: كيف أخطأنا ونحن على هيئة الذر في صورة آدم، وهل الذر مكلف..؟!
وهم أيضًا لم يطبقوا هذه النظرية على كل البشر، بحيث يتوارثون جميعًا أخطاء آبائهم بانتظام، كما حدث في حالة آدم..! إنها سلسلة لا نهائية من الخطايا..!
وهكذا اختلت عقولهم، فأدخلوا البشر جميعًا تحت مظلة المعصية، دون أي منطق أو عدل، ثم أخرجوا كل من لم يؤمن ببدعة الصلب والفداء من تحت مظلة الاستفادة من الكفارة، دون أَيِّ اعتبار لمعنى العدل لا في الدخول ولا في الخروج..!
السادس والثلاثون : إن دعوى أن المسيح قام من قبره ولمسوه وتأكدوا منه ، ثم ارتفع إلي السماء تنقض دعوى أنه ابن الله وأنه تجسد بالصورة البشرية لأن الدور الذي تجسد من أجله قد أداه وانتهى ، ثم إن التجسد البشري لا حاجة إليه حيث يذهب المسيح في زعمهم عن يمين الله أبيه وهذان من أوضح القضايا لو كانوا يعقلون .
السابع والثلاثون : هل حقق المسيح متطلبات ومواصفات ذبيحة الخطية المنصوص عليها ؟
طبقاً لنصوص الاناجيل فإن المسيح قد تعرض للضرب والجلد والتشويه الجسدي :
انجيل يوحنا ( 19 : 1 طبعة الفاندايك ) : " فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده ، وظفر العسكر إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه .... وكانوا يلطمونه" . وفي انجيل متى ( 27 : 26 طبعة الفاندايك ) : " وأما يسوع فجلده وأسلمه ليُصلب " . وفي انجيل لوقا : ( 22 : 36 طبعة الفاندايك ) : " والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به ، وهم يجلدونه ) [ ملاحظة : تم حذف كلمة يجلدونه من هذه الفقرة من بقية التراجم الأخرى ] وفي انجيل مرقس ( 15 : 19 طبعة الفاندايك ) : " وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة ". وأيضاً في مرقس ( 14 : 65 طبعة الفاندايك ) : " يلكمونه ويقولون له تنبأ ". وفي انجيل يوحنا ( 19 : 3 طبعة الفاندايك ) : " وكانوا يلطمونه " .
بينما التوراة حددت أن ذبيحة الخطيئة يجب أن تكون بلا أي عيوب جسدية [ تثنية : 17 : 1 ] : " لا تذبحوا للرب إلهكم ثوراً أو حملاً فيه عيب أو شيء رديء ، لأن ذلك رجس لدى الرب ". [ ترجمة الحياة ] وفي [ تثنية 15 : 21 ] : " ولكن إن كان في البكر عيب ، من عرج أو عمى أو أي عيب ، فلا تذبحه للرب إلهك ". [ ترجمة الحياة ]
لذلك فإن موت المسيح المزعوم لم يحقق متطلبات ذبيحة الخطية ..... وما بني على باطل فهو باطل ..... وفوق ذلك كله فإن موت المسيح المزعوم ليس بذبيحه لأنه مات مصلوبا حسب زعمهم ، وهناك فرق بين الذبح والصلب : فالذبح بحسب المعاجم اللغوية هو قطع الحلقوم ، تقول ذبحه ذبحاً أي قطع حلقومه. بخلاف الموت على الصليب.
وختاما نرحب بأي مسيحي لديه إجابات شافية مقنعة وذلك على بريد الموقع الالكتروني .
انتهي في الثلاثاء الموافق26/6/2007 م—11من جماد الآخرة 1428 هجري
محمد إبراهيم عبد الغنى قطب /مصر-
الأميل/mohmed_k47@hotmail.com
emadkotob@yahoo.com
.
تفسير شنودة لسفر
تعقيب على تفسير البابا شنودة لنشيد الأنشاد

سفر نشيد الإنشاد هو سفر سيء السمعة يواجه معظم النصارى حرجا كبيرا فى تبريره وتفسير المعاني الجنسية و المبتذلة الموجودة فيه. وتتلخص المحاولة في إصباغ صبغة روحية على هذه المعاني وتحميل النصوص ما لا تحتمل تحت أي منطق ديني أو عقلي مما لم يخطر على بال من كتب هذا السفر .
ويبدو أن الحرج اشتد والأسئلة زادت فاحتاج الأمر إلى نزول البابا شنودة بنفسه لتفسير وتبرير بل وتمرير هذا السفر فهل يا ترى نجح في ذلك أم أن الموقف ازداد تعقيدا. ومن سلسلة المقالات في جريدة وطني القاهرية إليك صورة من بعضها لتعرف مقدار العبء الذي يتحمله قداسة البابا الذي نشفق عليه .

نستطيع أن نخمن ماذا حدث على الفراش ليلا ولا تخشى شيئا البابا موجود لتفسير ذلك حتى لو قاله طفل صغير لا ندرى ما الذي فعله على الفراش ليلا .

لا هذه صعبة والبابا لا بد ان يشتغل في الأزرق مادام الموضوع ألوان في ألوان لكي يبرر من هو الحبيب الأبيض في احمر هذا.
وارجوا أن يكون واضحا أن العناوين السابقة هي عناوين حقيقية في جريدة وطني القاهرية والبابا فعلا يقوم بتفسيرها تفسير روحاني بعيد عن أفكار الجسدانين كما يقول قداسته. وهذا ما سوف نرد عليه بالتفصيل بحول الله وتوفيقه .
وألان لمناقشة جدية للموضوع نبدأ بما قاله( ول ديورانت) في كتابه المشهور قصة الحضارة "مهما يكن من أمر هذه الكتابات الغرامية فان وجودها في العهد القديم سر خفي .... ولسنا ندرى كيف غفل أو تغافل رجال الدين عما في هذه الاغانى من عواطف شهوانية وأجازوا وضعها في الكتاب المقدس" الجزء 3 صفحة 388 .
و علماء النصارى في محاولاتهم المستميتة للتوفيق بين نصوص هذا السفر ينقسموا إلى نوعين :
النوع الأول التفسير الحرفي كما في كتاب التفسير التطبيقي للكتاب المقدس يقول بالحرف الواحد
"نشيد الإنشاد هو قصة علاقة حميمة بين رجل وامرأة قصة الحب بينهما وتوددهما و زواجهما انه قصة درامية حية حوار محبة بين فتاة يهودية و حبيبها الملك سليمان ويصف السفر أشواقهم للالتقاء معا وطول الحوار نجد الجنس و الزواج في موضعهما الصحيح كما قصدهما الله ....... "
والخلاصة هنا أن كتبة التفسير التطبيقي يعترفوا أن الكلام جنسي ولكن في حدود الزواج وكذلك يقول منيس عبد النور في كتابه شبهات وهمية
" السفر يصف المباهج الزوجية ولا خطأ في الجنس الذي هو في إطار الزواج "
و نقول نحن ألا ينطبق ذلك على اى قصة أو فيلم جنسي هل نقبله لأنه يدور بين زوجين !!!! والبابا على اى حال لا يعترف بهذا التفسير و يصفه بتفسير الجسدانيون .
النوع الثاني التفسير الرمزي وهو باختصار أن الحبيب رمز إلى الرب و الحبيبة رمز لشعبه المختار (و هذا تفسير اليهود القديم) أو الحبيب رمز للمسيح و حبيبته الكنيسة أو النفس البشرية الخاطئة فهذا السفر على زعمهم هنا يوضح دخول الرب و النفس البشرية في شركة أو ارتباط يشبه الارتباط الزوجي !!!! (علامات التعجب من عندي) واليك ألان محاولة عملية لعمل مقابلة لفظية بين ما ورد بالسفر وبين ما يحاولوا أن يقنعوا السذج به تخيل هذا الحوار بين الرب والنفس البشرية تقول النفس البشرية بشوق و تلهف للرب :
...ليقبلني بقبلات فمه لان حبك أطيب من الخمر.
و إليك الرد من الرب بالنص :
ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ... دوائر فخذيك مثل الحلي .. سرتك كاس .. ثدياك . و هكذا
ما رأيك ألان أيها القارئ المنصف من الساذج الذي يصدق هذا التفسير؟
واليك النص التالي لمزيد من الإيضاح:
قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد قلت اصعد إلى النخلة و امسك بعنوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ...
هل يستطيع اى عاقل لا يزال يستخدم عقله أن يطبق هذا الحوار على الرب والنفس البشرية من الذي يصعد النخلة منهما لا يمكن أن يكون الرب إذن هي النفس فمن إذن الذي ثدياه كالعناقيد !!!!! وهناك أمثلة كثيرة و لكن الصورة وضحت ألان .
و صاحب أول تفسير لاهوتي لهذا السفر هو اوريجين أو اوريجانوس الذي اشتهر بأنه خصي نفسه ثم سار على خطى هذا المخصي بلهاء المسيحية الآخرون و تخيل وقع هذا النشيد على راهبات الدير صاحبات الدم الفائر اللواتي من شدة تصوفهن يتصورن أنفسهن عرائس للمسيح و مع إضافة إننا كلنا من الخطية وان الاعتراف يحل المشكلة ليس من الصعب إلا أن تخيل ما يحدث في الأديرة .
و ألان مع البابا و تفسيره يقول البابا في العدد 2108 من جريدة وطني تحت العنوان الذي ذكرناه في أول المقال " في الليل على فراشي" نشيد الإنشاد الإصحاح 3 : 1
العنوان كما ترى عزيزي القارئ صعب أشفق على من يحاول تفسير مثل هذا الكلام لكن بقليل من الحيل والخيال الواسع الذي يسع اى معنى بل المعنى وضده يأمل صاحب التفسير إن ينجح في جعل هذا الكلام كلام الهي مقدس له معاني روحية سامية. يقول البابا الليل رمز للحيرة والقلق , و الفراش رمز للكسل والتهاون , وهذا الرمز على تهافته الشديد يمكن قبوله. نحن ألان مع نفس خاطئة كسلانة راقدة على الفراش ويقول البابا: لم تفتح قلبها بعد و لذلك "تحول عنها وعبر" نش 5 : 6
اى أن نتيجة أنها لم تفتح قلبها تحول عنها الله ولكن ما الذي جعل البابا يقفز من الإصحاح الثالث العدد الأول إلى الإصحاح الخامس العدد 6 ليثبت هذا التحول لأنه لو أكملنا النص سوف نكتشف إنها وجدت حبيبها الذي تطلبه بعد عددين فقط في الإصحاح الثالث بعد أن نزلت في منتصف الليل تبحث عنه ووجدته ولم تتركه حتى دخل معها حجرة من حبلت بها اى أمها وطلبت من بنات أورشليم آلا يزعجن الحبيب (لم يبقى إلا أن تضع لافتة ممنوع الإزعاج على باب حجرة أمها)
فإذا كان البابا اختار الكلمتين الفراش والليل وأضفى عليهما معاني رمزية , فعليه أن يعطى لكل الكلمات الآتية معاني أيضا وهى المدينة , الأسواق , الحرس , الشوارع , الحجرة .... وكذلك معنى أن ينام الحبيب الذي هو الرب في حجرتها
ونلخص الأمر كالتالي :
في الليل على الفراش طلبت حبيبها و ما وجدته
تطوف تبحث عنه في المدينة والأسواق و في الشوارع وما وجدته سالت الحرس عنه
بعد مجاوزة الحرس وجدته مباشرة
هذا ما ذكر في الإصحاح الثالث وتجد الأمر سهل لا صعوبة فيه ألان الإصحاح الخامس خلاصة ما ذكر إنا نائمة وقلبي مستيقظ صوت الرب على الباب اقتحى يا اختى يا حمامتي يا كاملتي راسي امتلاء من الطل والندى ...... هذا قول الرب ؟؟؟
أما العروس فمشكلتها هي أنها خلعت ثوبها وغسلت رجلها اى الوقت غير مناسب ذهبت تفتح ويداها تقطر مرا ؟؟؟؟ وفتحت لحبيبها وهنا تحول عنها وعبر
والسبب واضح نشف من البرد , و انتظر مدة طويلة على الباب وهى مترددة و موقفها هذا هو الذي جعل حبيبها يتحول عنها .............. والسؤال هنا هل من أصول التفسير أن أتجاوز الأعداد المتتالية و اقفز إصحاحين لكي اثبت نظرية مخترعة؟
هل أدركت ألان أن البابا يقوم بعملية انتقاء لكي يرص مقالا يبرر فيه كل هذا الهراء
لنستمر مع المقال يشير بعد ذلك إلى مقطع اطلبوا تجدوا في متى 7 : 7 اى اطلب الرب و كعادته يأخذ مقطع مبتور لان بقية النص اقرعوا يفتح لكم وهذا تعبير لا يناسب البابا هنا لأنه في مجال أن الرب هو الذي يقرع الباب وليس العبد فلا يذكر بقية النص ولكن يذكر النص في رؤية يوحنا 3 : 20 هاأنذا واقف على الباب اقرع وبقية النص بالمناسبة أن الرب مستعد للعشاء أيضا مع من يفتح له .العبد في النص الأول هو الذي يقرع و الرب في النص الثاني هو الذي يقرع الباب مع العشاء أيضا وكلا النصين لا علاقة بينهما وبين الحبيب الواقف في الطل في سفر الإنشاد إلا في عقل البابا ومن يصدقه .
وهنا جملة خطيرة يقولها البابا "وعجيب أمر هذه العروس على الرغم من تكاسلها و تهاونها وسوادها لا تزال تكرر القول بأنها تحب الرب "
ولم يوضح سبب العجب هنا ووجه الغرابة في ذلك .
ويقول أيضا ولكن هذه المرة سأضع صورة لما يقوله على أمل أن يحاسبه احد يقول

عذراء النشيد احكم من أبينا ادم ؟؟؟؟؟؟ هل هذا كلام يقوله رجل دين ولكن أذا كان ربهم واقف على الباب مرة بردات و مرة ينتظر العشاء فهل تنتظر اى خير لأبينا ادم عليه السلام
و عذراء النشيد احكم منه ؟؟ لماذا؟؟ لان ادم اختبأ خلف الشجرة (راجع نص ادم ) ولكن العذراء هذه خرجت تبحث عنه في الشارع و هي التي تركته في الطل فكيف نعتبرها أ حكم من ادم. ولا ينسى البابا أن يحذر من يقرا هذا الكلام الماسخ ألا ينسى الكنيسة والاعتراف
وهذا الاكتشاف اعتقد أن أحدا لم يسبق البابا إليه و أرجو ان ينشر على مجال واسع لعل احد يرد عليه بما يستحق .
ثم يذكر بعد ذلك قول بولس في رومية 7 : 18 وهذا القول يحتاج مقال منفصل ولكن ما نقوله هنا أن البابا يذكر قول بولس هذا بعد أن يقول أنى اخطىء لكنى احبك اى الضعف البشرى موجود
ونص بولس خطير لأنه يبرر الخطيئة لاى إنسان ويقول أيضا "ناموس الخطية الكائن في اعضائى " وكما ترى خطية لها ما يبررها و نصوص جنسية والنتيجة معروفة.
ثم يبحث البابا عن اى واحد يطبق عليه اختراعاته فلا يجد إلا( زكا العشار) لمحاولة ربطه بالقصة في النشيد ولكن لا يوجد في قصة ( زكا) اى ذكر لفراش أو ليل , و راجع القصة في لوقا 19 وكذلك لص اليمين في حادثة الصلب المزعومة يعنى باختصار اى قصة تصلح للاستشهاد بها وكذلك أوغسطين و مريم القبطية وموسى الأسود و لم أراجع هؤلاء و لكن بدون مراجعة أنا واثق انه لا علاقة لهم من قريب او بعيد بالليل و الفراش موضوع شرح البابا.
ولاحظت أن البابا كتب ثلاثة مقالات متتالية في هذا الموضوع كان عنوان الأولى كما سبق في الليل على فراشي ولكن المقالة الثانية كان عنوانها" في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي" أما الثالث فكان" طلبته فما وجدته" فقط والمقال الثاني هو تكرار مخل للمقال الغول أما الثالث فلا جديد فيه إلا تفسير قول عذراء النشيد" غسلت رجلى فكيف أوسخهما " واليك نص كلام البابا أولا :

هل فهمت ماذا يريد قداسته أن يقول محبة الله تفسدنا فنتدلل عليه أو بالعامية المصرية ( مش انتى اللى اتدلعتى يعنى كان لازم تغسلى رجلك طيب اهو مشى وطنشك عملتى أيه بالدلع ..؟ )
والأمر كما ترى إسفاف أصارحك القول أن مناقشة مثل هذا الهراء أصبح عملية صعبة والله المستعان .
وألان إلى المقال الثاني :
المقطع الشهير"حبيبي ابيض و احمر " يقول البابا أنها أكثر عبارة تناسب يسوع المصلوب ثم يرص مقالة كاملة لإثبات ذلك يعنى منهج البابا وضح هنا يخطف كلمة من النص الاصلى ويخترع لها نظرية لاهوتية و يبدأ يرص ,
ونسأ ل سؤال هنا هل يجوز تحت اى منطق أو قياس أن نشبه الرب باى لون ؟؟؟ فما بالك بلونين و خليط منهم كما سنرى بعد قليل .
يبدأ البابا الرص فيقول : ثياب الرب بيضاء مرقص 9 : 2 و متى 17 :2 و كذلك الملائكة متى 28 :3 ومرقص 16 : 5 ومن يغلب أيضا ثيابه بيضاء رؤيا 3 : 5 وهكذا وضحت فكرته وألان بعض العبارات التي يوضح بها فكرته مواصلا الرص :
اللون الأبيض يرمز إلى وقار الله و أزليته
إن كنت تحب ألها كن ابيض مثله
لعل يوحنا قال في قلبه حين رآه "ابيض و احمر"
في رحمتك ابيض فئ عدلك احمر
فيك يا رب يمتزج اللونين الأبيض والأحمر كالخمر لذلك قيل حبك أطيب من الخمر
في المعمودية نرى المعمد بملابس بيضاء مع شريط احمر
وكنت قد وضعت تعليق من عندي على كل جملة من كلام البابا السابق بما يستحق و حذفتها رغم أنها مناسبة لمستوى الكلام ولكن لا تصلح للنشر العام حتى على الانترنت.
و نقطة أخيرة في اللون الأحمر الأمر اختلط عليه في أول المقال كان رمز لدم المسيح المسفوك على الصليب ولكن في أخر المقال أصبح الأحمر رمز للخطية ويقول كانت الخطية في العهد القديم تشبه أحيانا اللون الأحمر ويقول أيضا عيسو الخاطئ خرج من بطن أمه احمر كله خروج 25 : 25 وهذا غير صحيح النص المشار إليه هو في سفر التكوين و ليس الخروج وقصة عيسو الخاطئ فيها كلام كثير يكفى أن تعرف أن آخاه يعقوب لم يقدم له الطعام إلا بعد أن تنازل عن بكوريته اى امتيازات كونه الابن البكر واضطر عيسو أن يفعل ذلك لأنه كان جائعا وهذه هي خطيئته .
ويقول أيضا و اللون الأحمر يرمز إلى ثياب الملوك !!!!!!!! أيضا .
وألان نهدى إلى البابا و إتباعه البلهاء هذه الهدية اللون الأبيض هو رمز للنجاسة أو علامة عليها نعم النجاسة ومن كتابك المقدس في اللاويين إصحاح 13: من اول عدد نقرا وَقَالَ \لرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: 2"إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ نَاتِئٌ أَوْ قُوبَاءُ أَوْ لُمْعَةٌ تَصِيرُ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ ضَرْبَةَ بَرَصٍ يُؤْتَى بِهِ إِلَى هَارُونَ \لْكَاهِنِ أَوْ إِلَى أَحَدِ بَنِيهِ \لْكَهَنَةِ. 3فَإِنْ رَأَى \لْكَاهِنُ \لضَّرْبَةَ فِي جِلْدِ \لْجَسَدِ وَفِي \لضَّرْبَةِ شَعَرٌ قَدِ \بْيَضَّ وَمَنْظَرُ \لضَّرْبَةِ أَعْمَقُ مِنْ جِلْدِ جَسَدِهِ فَهِيَ ضَرْبَةُ بَرَصٍ. فَمَتَى رَآهُ \لْكَاهِنُ يَحْكُمُ بِنَجَاسَتِهِ.
تأمل يا عاقل شعر قد أصبح ابيض يحكم الكاهن هنا بلا مناقشة بالنجاسة اى علامة النجاسة هي اللون الأبيض رمز الرب عند البابا و إتباعه .
واليك نص أخر وهو أكثر نص في كتابك يناسب الحبيب الأبيض و الأحمر نفس الإصحاح :
"وَإِذَا كَانَ \لْجِسْمُ فِي جِلْدِهِ دُمَّلَةٌ قَدْ بَرِئَتْ 19وَصَارَ فِي مَوْضِعِ \لدُّمَّلَةِ نَاتِئٌ أَبْيَضُ أَوْ لُمْعَةٌ بَيْضَاءُ ضَارِبَةٌ إِلَى \لْحُمْرَةِ يُعْرَضُ عَلَى \لْكَاهِنِ. 20فَإِنْ رَأَى \لْكَاهِنُ وَإِذَا مَنْظَرُهَا أَعْمَقُ مِنَ \لْجِلْدِ وَقَدِ \بْيَضَّ شَعْرُهَا يَحْكُمُ \لْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. إِنَّهَا ضَرْبَةُ بَرَصٍ أَفْرَخَتْ فِي \لدُّمَّلَةِ.
لاحظ النص هنا يقول بيضاء ضاربة إلى الحمرة اى مثل حبيب البابا ربه الذي يعبده و لكنه هنا أيضا مع الأسف نجس أيضا أما الإعجاز الطبي في هذا النص فسنمهله إلى حين.
إليك أيضا نص أخر يثبت أن اللون البيض علامة للخراب نعم الخراب :
سِفْرُ يُوئِيل اَلأَصْحَاحُ \لأَوَّل : 6إِذْ قَدْ صَعِدَتْ عَلَى أَرْضِي أُمَّةٌ قَوِيَّةٌ بِلاَ عَدَدٍ أَسْنَانُهَا أَسْنَانُ \لأَسَدِ وَلَهَا أَضْرَاسُ \للَّبْوَةِ. 7جَعَلَتْ كَرْمَتِي خَرِبَةً وَتِينَتِي مُتَهَشِّمَةً. قَدْ قَشَرَتْهَا وَطَرَحَتْهَا فَابْيَضَّتْ قُضْبَانُهَا. و القضبان هنا هى أغصان الشجر وواضح أن تحولها للون البيض علامة على الخراب و الدمار .
أمامك ثلاثة نصوص تدل على أن اللون الأبيض هو رمز للنجاسة و الدمار
بل هناك نص منهم يقول ابيض ضارب إلى الحمرة وهذه نتيجة اللعب بالألوان بلا تروى ولدينا المزيد و إن عدتم عدنا و الله المستعان.
وربما انتبه الذين يكتبون الكتاب بأيديهم لمشكلة اللون الأبيض النجس فقاموا بتغيير النص كما ترى في الصورة المرفقة فتحول حبيبي ابيض و احمر إلى حبيبي متألق و احمر ..!!!!!
هل أدركت عزيزي القارئ المصيبة التي وقع فيها البابا ومن يتبعه تحولت كلمة ابيض في النص العربي القديم إلى كلمة متألق و راح كل تعب البابا ومحاولته المستميتة هباء و أصبح النص حبيبي متألق واحمر وعلى الأقل باقي لون يسترزق منه البابا حتى يتم التعديل الجديد.
وبمناسبة الألوان لم يفسر لنا احد هذا لنص 16 ها أنت جميل يا حبيبي و حلو و سريرنا اخضر

و أخيرا نقول أن هذا السفر لا يستحق أن يضم إلى كتاب مقدس وذلك للسباب الآتية :
1- لا يحتوى هذا السفر على اى حقائق دينية بالمرة
2 - لا يرد فيه ذكر اسم الله و لا مرة واحدة
3 - لا يعكس اى اهتمامات أخلاقية أو حتى اجتماعية
4 - لا صلة له بالعبادة ولا يعطى رؤية للدين
5 - محاولة إضفاء اى بعد رمزي تنهار مباشرة لعدم الاستطاعة التوفيق بين النصوص كما قلنا إذا قلنا أن الحبيب رمز للرب فما معنى أن تقول له الحبيبة في أخر عدد من النشيد " اهرب يا حبيبي و كن كالظبي أو كغفر الأيائل على جبال الاطياب " ومن يستطيع أن يفسر هذا الهروب؟
6 - تطلب الحبيبة من بنات اورشاليم و تستحلفهم بالظباء وبايائل الحقول ألا يقظن الحبيب من النوم و الحبيب النائم لا يمكن أن يكون الرب ولا يمكن أيضا أن نحلف بالظباء و أيائل الحقول و هذا كفر صريح حتى عند النصارى الذين لا يحلفون أصلا إلا إذا كان المسيح قد نسخ حكم الحلف بالظباء في العهد الجديد ونطلب تفسير لذلك أيضا.
7 - وصف العلاقة بين الرب والنفس البشرية في صورة زواج و حب وهى مع الأسف موجودة في أكثر من موضع في العهد القديم والجديد و ليست في النشيد فقط بل أن النشيد أبعدها عن ذلك الوصف نقول هذا الوصف لا يصلح إطلاقا لما في هذه العلاقة من توتر وهجر و وصل و رغبة واشتياق ....الخ وكلها لا تليق بالرب .
8 - هناك إشارة غريبة لم أجد احد يلتفت إليها وهى في النص التالي :
1 ليتك كأخ لي الراضع ثديي أمي فأجدك في الخارج و أقبلك و لا يخزونني
8: 2 و أقودك و ادخل بك بيت أمي و هي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني
8: 3 شماله تحت راسي و يمينه تعانقني .
هي هنا تتمنى أن يكون الحبيب أخ لها لتقبله بدون خزي وتسقيه خمرا و يعانقها و هذا المقطع بفرده كافا لإثبات أن الذي يضع هذا النص في كتاب مقدس هو زنديق ومن يفسره ويحاول أن يقنع به الجهلة هو محتال ومن يصدقهما هو متخلف عقليا .
9 الخمر تذكر في هذا السفر 7 مرات كلها في صيغة المدح .
ونظرا للنجاح الباهر للبابا وبناء على طلب الجماهير نرجوا من قداسته أن يستمر في التفسير وهذه بعض العناوين المقترحة لإعداد في الكتاب المقدس نرجوا منه أن يتكرم ويفسرها وسوف نقترح عليه بعض الأفكار للمساعدة فقط والمجال مفتوح للتحسينات ولا رابط ولا حدود اى شيء مباح وكما قيل إذ لم تستح افعل ما شئت أو اكتب ما شئت طالما لا احد يحاسب احد.
لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ \لْخَمْرِ. نش 1 : 2
و لمساعدة البابا القبلة هنا قبلة مقدسة كما يقول بولس وممكن نعتبر النص نبؤة فى القبل والتقبيل وتكون معجزة اخرى للكتاب المقدس ولا تنسى قبلة بطرس فى المحبة وهى غير مشهورة وهنا ممكن نعمل مدرستين اتباع قبلة المحبة و اتباع القبلة المقدسة والفرق بينهم اما موضوع الخمر فقد حلها بولس واصبحت حلال ولا داعى للتكرار وممكن هنا نغمزبكلمتين على المسلمين (قال ايه عندهم انهار خمر فى الجنة).
قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا ؟
وهنا واضح هذا اعلان صابون او ارهاصات لاعلانات الشامبو الثلاثية وهذا النص يصلح ايضا لاثبات ان الكتاب المقدس يحث على النظافة وهو من النصوص النادرة فى هذا الموضوع لان المسيح على زعمهم رفض حتى ان يغسل يديه قبل الاكل ولا ننصح بالتوسع اكثر من ذلك حتى لا يلاحظ احد التناقض .
دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ \لْحَلِيِّ
الدوائر تحوى بتفسير هندسى وممكن نقول هذا اعجاز علمى فى الكتاب المقدس لكن المشكلة فى الافخاذ وهذه لن نستطيع المساعدة فيها علشان عيب ونترك الامر للحاوى اللعوب سوف يجد حلا لها .
لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ.
المشكلة هنا غير واضحة هل ليس لها ثديان لانها صغيرة والامر محتاج شوية صبر ام انها صغيرة ولا امل لها والاقتراح هنا ان نقول هذا النص يعلمنا الا نفقد الامل ومع الصبر والامل الصغير يكبر بمباركة الرب.
و فولتير قال "بما ان نشيد الانشاد هو وصف مجازى لزواج الكنيسة الابدى من ابن مريم فاننا نرغب فى ان نعرف معنى هذه الجملة "لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان" .
ونختم بنص من صمويل 1 20 : 30 ورغم ان البابا يركز على نشيد الافساد هذا الا اننا نجد كنوز كثيرة فى الكتاب المقدس نرجوا الا يحرمنا قداسته من تفسيرها التفسير الروحانى المناسب
يَا \بْنَ \لْمُتَعَوِّجَةِ \لْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ \خْتَرْتَ \بْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟
قاموس السب العلنى هذا لا يفسره الا البابا .
و إلى اللقاء مع الجزء الثاني .
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا سورة الفرقان 44 _ 45
وهذا هو الحكم الإلهي لمن يقبل من البشر ان يلغى عقله الى مثل هذا الحد المتردى اقل من الانعام اى من البقر ومن الخرفان وارجو ممن يقرا هذا المقال ان ينتبه الى حقيقة اعتقاده و تدينه لعله يعى هذا و يتدارك موقفه فبل فوات الأوان.

المراجع :
الحقيقة المطلقة د. محمد الحسينى اسماعيل
التوراة و الأناجيل السيد سلامة
شبهات وهمية منيس عبد النور
التفسير التطبيقي للكتاب المقدس
مدخل نقدي إلى أسفار العهد القديم د. محمد خليفة حسن احمد
نشيد الانشاد
اسفار الكتاب المقدس المحزوفه عم البروتوستانت

ما هو عدد أسفار الكتاب المقدس ؟

تختلف الكنائس النصرانية فيما بينها بعدد الأسفار المقدسة الموحى بها .
فالكنيسة الكاثوليكية مثلاً ومعها الأرثوذكسية تؤمن بـثلاثٍ وسبعين سفراً مقدساً ) انظر الترجمة الكاثوليكية / دار المشرق ( .
بينما الكنيسة البروتستانتية تؤمن بـستٍ وستين سفراً مقدساً فقط ، وترفض ما زاد عن ذلك من أسفار ) انظر ترجمة فاندايك / دار الكتاب المقدس ( .
بينما الكنيسة الحبشية (إثيوبيا) يتكون فيها الكتاب المقدس من ستة وأربعين (46) سفر في العهد القديم ، ويتكون من خمسة وثلاثين (35) سفر في العهد الجديد .
ولكل أدلته التي يتمسك بها ، وإليك - عزيزي القارىء - أدلة كل فريق ثم تعقيبنا نحن كمسلمين :

أولاً : الأدلة التي تتمسك بها الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية :
جاء في مقدمة الكتاب المقدس للأسفار القانونية الثانية - طبعة مكتبة المحبة بالقاهرة الآتي :

لا يتضمن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم ) طبعة دار الكتاب المقدس( بعضاً من الأسفار المقدسة حذفها البروتستانت ، ومع ذلك فإن الأرثوذكس والكاثوليك في كافة أنحاء العالم يؤمنون بقانونيتها . وهذة الأسفار يطلق عليها " الأسفار القانونية الثانية التى حذفها البروتستانت " .
أما البروتستانت فيسمونها " الأبوكريفا " وهى كلمة معناها ( المخفية ) وهم يعتبرونها بهذا المسمى من وجهة نظرهم أسفاراً مدسوسة لأنها لا ترقى إلى مستوى الوحي الإلهي كما يقولون وهي تضم موضوعات غير ذات أهمية وخرافات لا يقبلونها .

بيان هذه الأسفار :

هذه الأسفار المحذوفة هي :
• سفر طوبيا ، ويضم 14 أصحاحا ، ومكانه بعد سفر نحميا.
• سفر يهوديت ، ويضم 16 أصحاحاً ، ومكانه بعد سفر طوبيا .
• تتمة سفر أستير ، وهو يكمل سفر أستير الموجود فى طبعة دارالكتاب المقدس . ويضم الإصحاحات من 10 _ 16 .
• سفر الحكمة لسليمان الملك ، ويضم19 أصحاحاً ومكانه بعد سفر نشيد الأنشاد .
• سفر يشوع بن سيراخ ، ويضم 51 أصحاحاً ويقع بعد سفر الحكمة .
• سفر نبوة باروخ ، ويضم سته أصحاحات . ومكانه بعد سفر مراثى أرميا .
• تتمة سفر دانيال ، وهو مكمل لسفر دانيال الذى بين أيدينا طبعة دار الكتاب المقدس . ويشمل بقية أصحاح 3 ، كما يضم إصحاحين أخرين هما 13 ، 14
• سفر المكابيين الأول ، ويضم 16 أصحاحاً . ومكانه بعد سفر ملاخى .
• سفر المكابيين الثانى ، ويضم 15 أصحاحاً . ومكانه بعد سفر المكابين الأول .
لماذا حذف البروتستانت هذه الأسفار ؟

تتلخص الأسباب التي من أجلها لم يعترف البروتستانت بهذه الأسفار بل حذفوها من الكتاب المقدس في الآتي :
• يقول البروتستانت أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م
والرد على ذلك أن بعض هذه الأسفار تعذر العثور عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك . كما أن البعض الآخر منها كتب بعد زمن عزرا الكاهن .
• يقولون أنها لم ترد ضمن قائمة الأسفار القانونية للتوراة التي أوردها ( يوسيفوس ) المؤرخ اليهودي في كتابه .
والرد على ذلك أن يوسيفوس نفسة بعد أن سرد الأسفار التي جمعها عزرا كتب قائلاً ( إن الأسفار التي وضعت بعد أيام ارتحستا الملك كانت لها مكانتها عند اليهود . غير أنها لم تكن عندهم مؤيدة بالنص تأيد الأسفار القانونية لأن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم في تمام التحقيق ) كتابة ضد إيبون رأس .
• يقولون أن لفظة ( أبو كريفا ( التى أطلقت على هذة الأسفار ، وهى تعنى الأسفار المدسوسة والمشكوك فيها ، كان أول من استعملها هو ( ماليتون ) اسقف مدينه سادوس فى القرن الثانى الميلادى .
وإذاً فالشك فى هذة الأسفار قديم . ونقول نحن أن أسفار الأبوكريفا الأصليه هى أسفار أخرى غير هذه . فهناك أسفار أخرى كثيرة لفقها اليهود والهراطقة وقد رفضها النصاري بإجماع الآراء . وإذا فلا معنى أن نضع الأسفار القانونية المحذوفة فى مستوى هذه الأسفار التى أجمع الكل على رفضها.
• يقولون أن بعض الآباء اللآهوتيين القدامى والمشهود لهم وخصوا منهم أورجانيوس وإيرونيموس لم يضموا هذه الأسفار فى قوائم الأسفار القانونية للعهد القديم . بل ان إيرونيموس الذى كتب مقدمات لأغلب أسفار التوراة وضع هذه الأسفار المحذوفة فى مكان خاص بها بأعتبارها مدسوسة ومشكوك فى صحتها .
ونرد على ذلك بأنه ، وإن كان بعض اللاهوتيين أغفلوا قانونية هذه الأسفار أول الأمر ، إلا أنهم ومنهم أويجانوس وإيرونيموس عادوا وأقروا هذه الأسفار واستشهدوا بها .
كما نضيف أيضاً أنه وإن البعض القليل لم يورد هذه الأسفار ضمن قائمة الأسفار الخاصة بالتوراة اعتماداً على كلام يوسيفوس المؤرخ اليهودى او استناداً لآراء بعض اليهود الأفراد الذين كان مذهبهم حذف أجزاء الكتاب التى تقرعهم بالملائمة بسبب مخازيهم وتعدياتهم ، إلا أن الكثيرين من مشاهير آباء الكنيسة غير من ذكرنا اعترفوا بقانونية هذه الأسفار وأثبتوا صحتها واستشهدوا بما ورد فيها من آيات .
ومن أمثلة هؤلاء إكليمندس الرومانى وبوليكربوس من آباء الجيل الأول ، وإيريناوس من آباء الجيل الثانى ، وإكليمندس الاسكندرى ود يوناسيوس الاسكندرى وأوريجانوس وكبريانوس وترتوليانوس وأمبروسيوس وإيلاريوس ويوحنا فم الذهب وإيرونيموس وأغسطينوس من آباء الجيل الرابع . وغير هؤلاء أيضا مثل كيرلس الأورشليمى وإغريغوريوس النرينزى والنيصى وأوسابيوس القيصرى . وكل هؤلاء نظموا هذة الأسفار ضمن الأسفار القانونية للكتاب واستشهدوا بها فى كتبهم ورسائلهم وتفاسيرهم وشروحاتهم وخطبهم وردودهم على المهرطقين والمبتدعين .
وقد وردت شهادات هؤلاء الآباء عن الأسفار المحذوفة وباقى أسفار الكتاب المقدس فى الكتاب المشهور ( اللاهوت العقيدى ) تأليف ( فيات. (
• يقول البروتستانت أن اليهود لم يعترفوا بهذه الأسفار خصوصاً وانها فى الغالب كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا فضلاً عن أن هناك أمور تحمل على الظن أن هذه الأسفار كتبت أساساً باللغة اليونانية التى لم يكن يعرفها اليهود .
ونرد على هذا بالقول أن اليهود وإن كانوا قد اعتبروا هذه الأسفار أولاًً فى منزلة أقل من باقى أسفار التوراة بسبب أن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم فى تمام التحقيق ، إلا أنهم بعد ذلك اعتبروا هذة الأسفار فى منزلة واحدة مع باقى الأسفار .
كما أن الظن بأن هذة الأسفار غالباً كتبت أصلاً باللغة اليونانية ، يلغيه أن الترجمة السبعينية التى ترجمت بموجبها جميع أسفار التوراه من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية ، وكانت ترجمتها فى الاسكندرية فى عهد الملك بطليموس الثانى فيلادلفوس سنة 285 ق.م . لفائدة اليهود المصريين الذين كانوا لا يعرفون العبرية بل اليونانية .... هذه الترجمة لأسفار التوراة تضمنت الأسفار المحذوفة دليلاً على أنها من الأسفار المعتمدة من اليهود ودليلاً على أنها لم تكتب أصلاً باليونانية .
هذا بالاضافة إلى أن النسخ الأثرية القديمة المخطوطة الأخرى من التوراة وهى النسخ السينائية والفاتيكانية والاسكندرية وكذلك النسخة المترجمة للقبطية التى تعتبر أقدم الترجمات بعد السبعينية وكذا الترجمات القديمة العبرية ومن بينها ترجمات سيماك وأكويلا وتاودوسيون والترجمة اللاتينية والترجمة الحبشية ، تضمنت جميعها الأسفار المحذوفة حتى الآن فى مكتبات لندن وباريس وروما وبطرسبرج والفاتيكان .
• يقول البروتستانت أن هذة الأسفار لا ترتفع الى المستوى الروحى لباقى أسفار التوراة ولذا فلا يمكن القول أنة موحى بها .
ونحن نقول ان البروتستانت اعتادوا فيما يتعلق بالعقائد الأساسية والمعلومات الإيمانية ان يقللوا من أهمية الدليل على صدقها دون أن يبينوا سبب ذلك بوضوح . وهى قاعدة واضحة البطلان . ونضيف أن الأسفار التى حذفها البروتستانت تتضمن أحداث تاريخية لم يختلف المؤرخون على صدقها . كما أنها تعرض لنماذج حية من الأتقياء القديسين . فضلاً عن أنها تتضمن نبؤات عن السيد المسيح وكذا أقوالاً حكيمة غاية فى الكمال والجمال ولا معنى إذاً للقول أن الاسفار التى حذفوها غير موحى بها.
فذلكة تاريخية تؤكد صحة الأسفار المحذوفة :

مع احترمنا لمبدأ الحوار والمناقشة الحرة مع البروتستانت ، وقد سبق أن فندّنا ادعاءاتهم بشأن عدم قانونية الأسفار المحذوفة ، نأتى هنا ببعض الكلمات والأحداث التي لا سبيل لإنكارها لنؤكد صدق وصحة هذه الأسفار :
• واضح من دراسة تاريخ البروتستانت والكنيسة أنها مذهب مبنى على المعارضة والاحتجاج وقد قامت بالفعل حروب بين البروتستانت والكنيسة البابوية برئاسة البابا بولس العاشر قتل فيها عشرات الآلاف وأحرقت ودمرت فيها بعض المدن ومئات من الكنائس والأديرة .
وقد اشتهر ( مارتن لوثر ) قائد الثورة البروتستانتية وبعض أتباعه بالشطط والكبرياء . ومن أقوال لوثر المشهورة ( إننى أقول بدون إفتخار أنة منذ ألف سنة لم ينظف الكتاب أحسن تنظيف ولم يفسر أحسن تفسير ولم يدرك أحسن إدراك أكثر مما نظفتة وفسرتة وأدركتة ) .
ونظن أنه بعد هذا الكلام لانتوقع منه إلا أن يحذف من الكتاب بعض الأسفار الموحى بها . بل إن لوثر وأتباعة حذفوا فى زمانهم أسفاراً أخرى من العهد الجديد مثل سفر الأعمال ورسالة يعقوب . وقيل أنهم حذفوا أيضا سفر الرؤيا . غير أنهم أعادوا هذه الأسفار لمكانها فى الكتاب المقدس لما أكل الناس وجوههم .
• لعل مما خلط على الأذهان فيما يتعلق بموقف البروتستانت بعد ثورتهم على الكنيسة الكاثوليكية البابوية من هذه الأسفار ، أن ما دعوه بالأبوكريفا لم يكن فقط هذة الأسفار التي اعتبرها الأرثوذكس والكاثوليك قانونية ، ولكن كانت هناك أسفار أخرى مرفوضة تماماً حتى من الكاثوليك والأرثوذكس ولم تقرها أى كنيسة في العالم مثل أسفار عزرا الثالث والرابع وأخنوخ وغيرها .
• العجيب أن بعض الكنائس البروتستانتية تختلف فيما بينها حول قانونية هذه الأسفار . ويكاد يميل إلى قبولها من بين هذه الكنائس الأسقفية الإنجليكانية والكنيسة البروتستانتية الألمانية .
• لما حدث مناقشة عن قانونية هذه الأسفار فى الأجيال الأولى للمسيحية ، تقرر بالإجماع تضمينها كتب القراءات الخاصة بالخدمات الكنيسة .
وفى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية نقرا فصولاً من هذه الأسفار ضمن قراءات الصوم الكبير وأسبوع الآلام اعتباراً من باكر يوم الجمعة من الأسبوع الثالث للصوم إلى صباح سبت الفرح وحتى ليلة عيد القيامة ذاتها .
وكذلك تعترف معنا بها كنيسة إنطاكية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة اليونانية الأرثوذكسية والكنيسة البيزنطية وباقي الكنائس التقليدية .

وردت هذه الأسفار ضمن الكتب القانونية فى قوانين الرسل . وقد أثبتها الشيخ الصفى بن العسال في كتابة ( مجموع القوانين _ الباب الثاني ) كما أثبتها أخوة الشيخ اسحق بن العسال فى كتابة ( أصول الدين ) وتبعهما أيضا القس شمس الرياس الملقب بابن كبر فى كتابة ( مصباح الظلمة(
• عقدت أيضا مجامع كثيرة على ممر العصور لتأكيد عقيدة الكنيسة فى قانونية هذه الأسفار .
ونذكر منها مجمع هيبو عام 393 م الذى حضرة القديس أغسطينوس . ومجمع قرطاجنة عام 397 م ، ومجمع قرطاجنة الثانى عام 419 م ، ومجمع ترنت عام 1456 م للكنيسة الكاثوليكية ، ومجمع القسطنطينية الذى كمل فى ياش عام 1642 م ، ومجمع أورشليم للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية عام 1982 م .
هل حدث استشهاد بهذه الأسفار أو اقتباس منها فى العهد الجديد ؟

بهذا السؤال ورد اعتراض على قانونية الأسفار التى حذفها البروتستانت بحجة أن كتبة العهد الجديد لم يستشهدوا بها أو يقتبسوا منها .
والرد على ذلك أن عدم الاستشهاد بأسفار من العهد القديم فى العهد الجديد لايقوم دليلا على عدم قانونية هذة الأسفار ، وإلا لكان يلزمنا أن نقول أن أسفارا مثل استير والجامعة ونشيد الأنشاد وراعوث والقضاة وسفرى أخبار الأيام الأولى والثانى هى الأخرى غير قانونية ومدسوسة ومشكوك فى صحتها لأنة لم ترد اقتباسات منها فى أسفار العهد الجديد . ورغم ذلك نقول أيضاً :
• أن السيد المسيح نفسة تحدث فى إنجيل يوحنا 10 مع اليهود فى عيد التجديد .
فقد ذكر فى هذا الاصحاح قول الوحى " وكان عيد التجديد فى أورشليم وكان شتاء . وكان يسوع يتمشى فى الهيكل فى رواق سليمان . فاحتاط بة اليهود وقالوا لة إلى متى تعلق أنفسنا . إن كنت المسيح فقلنا جهراً . أجابهم يسوع إنى قلت لكم ولتتم تؤمنون . الأعمال التى أنا أعملها باسم أبى هى تشهد لى " يو 10 : 22 -25 " .
والعجيب أن عيد التجديد هذا لم يرد ذكره إطلاقا فى أسفار التوراة القانونية المعروفة . غير أنة ورد ذكره فى أحد الأسفار التى حذفها البروتستانت وهو سفر المكابيين الأول ( 1 مكا 4 : 59 ) حيث ثبت أن ( يهوذا المكابى ) هو أول من رسم مع أخوتة أن يحتفل اليهود بهذا العيد مده ثمانية أيام فى كل عام تذكاراً لتطير الهيكل وتجديد المذبح وتدشينه . فإذا كان السيد المسيح تكلم مع اليهود فى هذا العيد ، وإذا كان يوحنا الرسول كتب في إنجيله عن هذا العيد الذى لم يرد ذكرة إلا فى سفر المكابيين الأول الذى حذفه البروتستانت مع احتفال المسيح بهذا العيد ومع استشهاد الرسول يوحنا به في إنجيله إلا إذا كان سفر المكابيين الأول وغيرة من الأسفار التى حذفها البروتستانت هي أسفار صادقة وصحيحة وقانونية وموحى بها ؟!
• اقتبس كتبة أسفار العهد الكثير من الأسفار القانونية الثانية التى حذفها البروتستانت . ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الاقتباسات الآتية :
سفر طوبيا : طو 4 : 7 ، 10 ، 11 ( قابل لو 14 : 13 ، 14 ) وطو 4 : 13 ( قابل 1 تس 4 : 3 )

سفر يهوديت : يهو 8 : 24 ، 35 ( قابل 1 كو 10 : 9 ) ويهو 13 : 23 ( قابل لو 1 : 42 )

سفر الحكمة : حك 2 : 6 ( قابل 1 كو 15 : 32 ) وحك3 :7 (قابل مت 13 : 43 )

سفر يشوع بن سيراخ : سيراخ 2 :1 ( قابل 2 تى 13 : 12 ) وسيراخ 2 :18 ( قابل يو 14 : 23 )

سفر المكابين الأول والثانى : 1مكا 4 : 59 ( قابل يو 10 : 22 _ 25 ) 2مكا 6 : 9 _19 ( قابل عب 11 : 35 _ 37 ) و 2مكا 8 : 5 ، 6 ( قابل عب 11 : 33 ، 34 ) مع ملاحظة أن هذه الاقتباسات قليل من كثير ...... (1)

ثانيا : الأدلة التي تتمسك بها الكنيسة البروتستانتية :
يقول الدكتور القس منيس عبد النور راعي الكنيسة الإنجيلية بمصر في كتابه ( شبهات وهمية ) :

كتب الأبوكريفا هي الكتب المشكوك في صحة نسبتها إلى من تُعزى إليهم من الأنبياء ، وهي كتب طوبيا ، ويهوديت، وعزراس الأول والثاني، وتتمَّة أستير ، ورسالة إرميا ، ويشوع بن سيراخ ، وباروخ ، وحكمة سليمان ، وصلاة عزريا ، وتسبحة الثلاثة فتية ، وقصة سوسنة والشيخين ، وبل والتنين ، وصلاة منسى ، وكتابا المكابيين الأول والثاني .
ومع أن هذه الأسفار كانت ضمن الترجمة السبعينية للعهد القديم ، إلا أن علماء بني إسرائيل لم يضعوها ضمن الكتب القانونية . وبما أن بني إسرائيل هم حفظة الكتب الإلهية ، وعنهم أخذ الجميع، فكلامهم في مثل هذه القضية هو المعوّل عليه . وقد رفضوا هذه الكتب في مجمع جامينا (90م) لأنها غير موحى بها ، للأسباب الآتية :
• إن لغتها ليست العبرية التي هي لغة أنبياء بني إسرائيل ولغة الكتب المنزلة ، وقد تأكدوا أن بعض بني إسرائيل كتب هذه الكتب باللغة اليونانية .
• لم تظهر هذه الكتب إلا بعد زمن انقطاع الأنبياء ، فأجمع أئمة بني إسرائيل على أن آخر أنبيائهم هو ملاخي . وورد في كتاب الحكمة أنه من كتابة سليمان .
ولكن هذا غير صحيح ، لأن الكاتب يستشهد ببعض أقوال النبي إشعياء وإرميا ، وهما بعد سليمان بمدة طويلة ، فلا بد أن هذه الكتابة تمَّت بعد القرن السادس ق م. ويصف " كتاب الحكمة " بني إسرائيل بأنهم أذلاء مع أنهم كانوا في عصر سليمان في غاية العز والمجد .
• لم يذكر أي كتاب منها أنها وحي .
بل قال كاتب المكابيين الثاني (15: 36-40) في نهاية سفره : " فإن كنت قد أحسنتُ التأليف وأصبتُ الغرض ، فذلك ما كنتُ أتمنّى . وإن كان قد لحقني الوهَن والتقصير فإني قد بذلت وُسعي. ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضرٌّ، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتُعقب لذة وطرباً، كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التأليف ".
ولو كان سفر المكابيين الثاني وحياً ما قال إن التقصير ربما لحقه!
• في أسفار الأبوكريفا أخطاء عقائدية .
فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكاً اسمه روفائيل ، ومعهما كلب .
وذكر خرافات مثل قوله إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان ( طوبيا 6: 19 ) .
ونادى بتعاليم غريبة منها أن الصَّدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا (طوبيا 4: 11، 12: 9) .
وأباح الطلعة ( الخروج لزيارة القبور ) وهي عادة وثنية الأصل .
وهي أمور تخالف ما جاء في أسفار الكتاب المقدس القانونية .
وجاء في 2 مكابيين 12: 43-46 أن يهوذا المكابي جمع تقدمة مقدارها ألفا درهم من الفضة أرسلها إلى أورشليم ليقدَّم بها ذبيحة عن الخطية وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه ، لاعتقاده قيامة الموتى .. وهو رأي مقدس تقَوي ، ولهذا قدَّم الكفارة عن الموتى ليُحَلّوا من الخطية . مع أن الأسفار القانونية تعلِّم بعكس هذا .
• في أسفار الأبوكريفا أخطاء تاريخية .
منها أن نبو بلاسر دمَّر نينوى )طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر ، وقال إن سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر . وقال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون. وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب " افتُقدت ، وبعد موته تنبأت"
• لم يعتبر بنو إسرائيل هذه الكتب مُنزلة ، ولم يستشهد بها المسيح المذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كولوسي 2: 3) . ولا اقتبس منها تلاميذ المسيح ، ولم يذكرها فيلو ولا يوسيفوس . مع أن المؤرخ يوسيفوس ذكر في تاريخه أسماء كتب بني إسرائيل المنزلة ، وأوضح تعلّق بني إسرائيل بها ، وأنه يهُون على كل يهودي أن يفديها بروحه .
• سار الآباء النصاري الأولون ( ما عدا قليلون منهم ) على نهج علماء بني إسرائيل في نظرتهم إلى هذه الأسفار .
ومع أنهم اقتبسوا بعض الأقوال الواردة فيها إلا أنهم لم يضعوها في نفس منزلة الكتب القانونية . وعندما قررت مجامع الكنيسة الأولى الكتب التي تدخل ضمن الكتب القانونية اعتبرت هذه الكتب إضافية أو غير قانونية ، فلم يذكرها مليتو أسقف ساردس ( في القرن الثاني المسيحي ) من الكتب المقدسة ، ولم يذكرها أوريجانوس الذي نبغ في القرن الثاني ، ولا أثناسيوس ولا هيلاريوس ولا كيرلس أسقف أورشليم ، ولا أبيفانيوس ، ولا إيرونيموس (جيروم) ، ولا روفينوس ، ولا غيرهم من أئمة الدين الأعلام الذين نبغوا في القرن الرابع . وقد أصدر المجمع الديني الذي اجتمع في لاودكية في القرن الرابع جدولاً بأسماء الكتب المقدسة الواجب التمسك بها ، دون أن يذكر هذه الكتب. ويرجع الكاثوليك إلى قرارات هذا المجمع.
ولكن لما كانت هذه الكتب موجودة ضمن أسفار العهد القديم في الترجمات السبعينية واللاتينية ، فقد أقرّ مجمع ترنت في القرن السادس عشر اعتبارها قانونية ، فوُضعت ضمن التوراة الكاثوليكية ، على أنها كتب قانونية ثانوية .. علماً بأن إيرونيموس (جيروم) مترجم « الفولجاتا » ( من اليونانية إلى اللاتينية ) وضع تلك الأسفار بعد نبوَّة ملاخي، فأُطلق عليها في ما بعد « أسفار ما بين العهدين » .
• هذه الكتب منافية لروح الوحي الإلهي .
فقد ذُكر في حكمة ابن سيراخ تناسخ الأرواح ، والتبرير بالأعمال ، وجواز الانتحار والتشجيع عليه ، وجواز الكذب ( يهوديت 9: 10، 13) . ونجد الصلاة لأجل الموتى في 2 مكابيين 12: 45، 46 وهذا يناقض ما جاء في لوقا 16: 25 ، 26 وعبرانيين 9: 27.
• قال الأب متى المسكين ، في كتابه " الحُكم الألفي " (ط 1997 ، ص3) :
كتب الأبوكريفا العبرية المزيَّفة ، التي جمعها وألَّفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين في المعرفة ، ولكن لم يكونوا « مسوقين من الروح القدس » ، (2 بطرس 1: 21) مثل كتب : رؤيا

عزرا الثاني وأخنوخ ، ورؤيا باروخ وموسى وغيرها .
ثم قال في هامش الصفحة نفسها : تُسمَّى هذه الكتب بالأبوكريفا المزيَّفة ، وهي من وضع القرن الثاني قبل المسيح ، وفيها تعاليم صحيحة وتعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة مختلطة بعضها ببعض . ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق للدراسة .


وبما أن بني إسرائيل الذين أؤتُمنوا على الكتب الإلهية ، هم الحكَم الفصل في موضوع قانونية الأسفار المقدسة ، وقد أجمع أئمتهم في العصور القديمة والمتأخرة على أنه لم يظهر بينهم نبي كتب هذه الكتب ، فإنه من المؤكد أن أحد اليهود المقيمين في الشتات وضعها .
ولو كانت معروفة عند بني إسرائيل لوُجد لها أثر في كتاب التلمود . أما الكتب المقدسة القانونية فهي مؤيَّدة بالروح القدس وبالآيات الباهرة . فالأنبياء الكرام وتلاميذ المسيح أيّدوا رسالتهم وتعاليمهم بالمعجزات الباهرة التي أسكتت من تصدّى لهم ، فتأكد الجميع حتى المعارضون أن أقوالهم هي وحي إلهي ، فقبلوا كتبهم بالاحترام الديني والتبجيل ، وتمسكوا بها واتخذوها دستوراً ، ولم يحصل أدنى خلاف بين أعضاء مجمع نيقية على صحة الكتب المقدسة لأنها في غنى عن ذلك . (2)

ثالثاً : ورد في دائرة المعارف الكتابية (والتى قام بها عدد من القساوسة المدافعين عن الكتاب المقدس) حرف الألف (أ ) كلمة أثيوبيا فيقول يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة صفحة 117 :
( وتوجد بين آيدينا رسالة لأكليمنضس هذا معترف بصحتها وهى طويلة جداً وهامة جداً وقد كتبها بإسم كنيسة روما إلي كنيسة كورنثوس عندما قامت فتنة في هذه الكنيسة الأخيرة ونحن نعلم أن هذه الرسالة كانت تستعمل في كنائس كثيرة العصور الماضية ولازالت )
( يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفراً في العهد القديم ، 35 سفراً في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية ( المعترف بها ) ، فإنهم يقبلون راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل )
ونتكلم سريعاً عن بعضها فمثلاً رسالة أكلمنضس يقول يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة صفحة 117 : (وتوجد بين آيدينا رسالة لأكليمنضس هذا معترف بصحتها وهى طويلة جداً وهامة جداً وقد كتبها بإسم كنيسة روما إلي كنيسة كورنثوس عندما قامت فتنة في هذه الكنيسة الأخيرة ونحن نعلم أن هذه الرسالة كانت تستعمل في كنائس كثيرة العصور الماضية ولازالت)
ويجب علينا أيضأ أن نوضح أن رسالة الراعي لهرماس بأن يوجد منها أجزاء في المخطوطة السينائية وهذا الكلام موجود في كتاب مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية للشماس إميل ماهر إسحاق أستاذ بالكلية الإكليركية وهذا الكتاب يباع في مكتبة المحبة

فلماذا إذا كان الأسفار التى تؤمن بها الكنيسة الحبشية يؤمن ببعضها بعض آباء الكنيسة فلماذا لم توضع في الأسفار القانونية ؟

• والآن نحن كمسلمين نسأل : ما هو أساس قبول ورفض الأسفار لدى النصاري ..؟!
يوسف عبد الرحمن
المراجع
( 1 ) من مقدمة الكتاب المقدس للأسفار القانونية الثانية - طبعة مكتبة المحبة بالقاهرة - ترقيم دولي 5 - 274 - 187 - 977 / رقم الإيداع بدار الكتب 7573 / 89 .

( 2 ) من كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس - إعداد الدكتور القس منيس عبد النور إصدار كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية - مصر .
اعداد/محمد ابراهيم عبد الغنى قطب –مصر- المنيا-موبيل/0124109022
الأميل/emadkotob@yahoo.com
Mohamed_k47@hotmail.com
















ليست هناك تعليقات: